ذات زمن ولّى وقع شابّ في حُبّ فتاة بينما كانَ يدرسُ في بلدٍ أوروبي، لكنه عادَ إلى وطنِه، لأنه لم يستطع الابتعادَ عن وطنٍ ولِدَ على أرضه وترعرع في أزقّة قريته، وظلّ حُبُّ الوطن يجذبه، إلا أن حُبّه لتلك الفتاة ظلّ يعذبه، ولم يستطع نسيانَ ذاك الحُبِّ، لأنه وجده أصعب حُبِّ، ورغم مرور عشرات السّنين على فراقِه لها، إلا أنه لم يستطع الوقوع في حُبِّ فتاة أخرى، ورغم أنه لم يبعث لها رسالة البتة، إلا أنه ظلّ يتذكر شغبها الرائع في الحُبِّ.. يتذكر همساتها تحت الثلج.. يحِنّ لدفئها باستمرار.. يقول أشتاق لدفء تلك الفتاة، لأنّ في دفئها كنت أشعر بالحب، الذي كان يرقص فرحاً.. أصعب حُبّ أن تتركه بعيدا عنكَ.. ما أروع تلك اللحظات، التي كنت فيها شاعريا مع امرأةٍ لم تفهم إلا لغة الحُبّ إنه أصعبَ حبّ، لأن العقلَ يظلّ يرى صُورَ الحُبِّ لفتاةٍ تركها وعادَ إلى وطنٍ يعشقه، ففراقُ حُبّ تلك الفتاة ظلّ يعذبه لأنه أصعب فراق ...
بقلم/ عطا الله شاهين