ان ما نمر به الآن من هو مرحلة هدوء البراكين التي لا تلبث الا وأن تتصاعد حمم اللهب فيها، ان الصراع مع المحتل الصهيوني صراع وجود ولامجال فيه الا للحسم وكل ماجري حتي الآن من اتفاقيات سلام وهمية هي ترقيع ومسكنات لن تلبث الا وتكون وبالا علي المحتل وأعوانه فلم يسجل التاريخ يوما ما أن احتلال استطاع الانتصار علي أصحاب الأرض الحقيقيين ، ففي مواجهة المقاومة ستبوء كل الرهانات والمؤامرات بالفشل وحتمية الانتصار يقين لدينا كفلسطينيين.
السلطة راغبة في الحفاظ على سلطتها بغض النظر عن حالة الفشل المتراكم التي أنتجتها سياسة التنسيق الأمني التي تنكرت لتضحيات الشهداء والأسرى والمناضلين وارتضت ان تكون وكيل أمني للاحتلال تمارس الحصار والاعتقال السياسي والملاحقة الأمنية بحق المناضلين والوطنيين الأحرار الرافضين لمنهج أوسلو والفدائيين السائرين في طريق النضال حتي تحرير كل أرض فلسطين واستعادة كل الحقوق الفلسطينية الأصيلة.
نحن الآن في بداية مرحلة جديدة من الصراع مع العدو الصهيوني صراع يتميز بعدم المركزية وباستخدام كل أشكال التكنولوجيا الحديثة والحرب النفسية من قبل العدو الصهيوني وهو ما نراه من خلال اللجوء للفضاء الالكتروني كصفحة المنسق الصهيوني و الناطق باسم الكيان الصهيوني الارهابي المدعو أفخاي درعي وغيرها من الصفحات الالكترونية للتصيد الأمني لخدمة الاحتلال ، وتستخدم في هذه الحرب الهجينة وسائل الأعلام الجديد والتقليدي ومنظمات المجتمع المدني والعمليات الاستخبارية وهو ما نجحت المقاومة الفلسطينية في الانتصار علي الاحتلال فيها والتي كانت اخرها عملية حد السيف والتي أثبتت يقظة رجال المقاومة ونجاحهم وفي تفكيك معالم هذه العملية الاستخباراتية وايقاع خسارة كبيرة ميدانية في صفوف الاحتلال و مصادره من المتعاونين حيث تم القاء القبض علي 45عميل للاحتلال في مناطق مختلفة من قطاع غزة بحسب وزارة الداخلية في قطاع غزة والتي تشكل درع للمقاومة وحاضنة لجهودها النضالية في الدفاع عن شعبنا الفلسطيني.
تستعمل قوات الاحتلال الاقتصاد والإعلام بقوة للتأثير على سكان قطاع غزة ضمن مخطط شيطاني لمعاقبة المدنيين العزل في مؤامرة تشارك فيها سلطة التنسيق الأمني برام الله من خلال عقوباتها المستمرة ضد سكان قطاع غزة في تساوق مع الاحتلال في مخططاته ضد المشروع الوطني الفلسطيني المقاوم والذي تمثل غزة رأس حربته وعنوانه الأبرز في ظل حالة التردي التي أوصلت سلطة أوسلو القضية الفلسطينية.
المقاومة نجحت من خلال انتصارها في معركة حد السيف أن تحدث إرباكًا للمنظومة الأمنية الصهيونية، لحكمتها في إدارة صراع العقول ومواجهتها الحرب النفسية التي يشنها الاحتلال بحرب نفسية مضادة صدعت جدار الثقة المهترئ بين الجمهور الصهيوني وقيادته فحققت المقاومة نجاحات عظيمة الأثر.
المقاومة الفلسطينية المعاصرة تميزت بأسلوب تطبيقها بالمرونة بالوسائل النضالية وأشكالها والثبات في الأهداف وأبرز مثال علي ذلك حركة المقاومة الاسلامية حماس وحركة الجهاد الاسلامي، وفقًا لرؤية راسخة تؤمن بحقوق شعبها كاملة مكتملة فالمقاومة درع لشعبها وحصن للقضية الوطنية أما نهج التنسيق الأمني ما هو الا سراب يصب في مصلحة الاحتلال الصهيوني ، المقاومة كانت الشرارة لاستنهاض الأحرار للتصدي للاحتلال وأعوانه وستستمر المقاومة في ردع وافشال خطط ومؤامرات الاحتلال وهو ما أثبتته المقاومة الفلسطينية من خلال انتصارها في حرب العقول .
بقلم/ محمد مصطفى شاهين