رفقاً بالشباب !!!

بقلم: رامي الغف

كم هي رائعة الأوطان التي نقرأ ونسمع ونشاهدها من خلال شاشات التلفاز او الانترنت أو حتى عند زيارتنا لها، والتي تهتم في تعزيز قدرات وأفكار وإبداعات وطاقات شبابها، وكم هي أروع الأوطان التي تهتم بتقدمها وتطورها في مختلف الأصعدة والميادين، فكثيرا ما راودني حلم جميل أحببت ان يكون على ارض الواقع، فحقيقة فقد رأيت ان وطننا الغالي بدا يخطو خطوات نحو التقدم العلمي والعملي، والازدهار والتنمية والبناء العمراني، معتمدا على أسس صحية في التخطيط والبناء، وواضعا نصب عينيه كوادره البشرية دون التفريط في طاقاتهم وإمكاناتهم، التي طالما استفادت وتستفيد منها الكثير من الدول العربية والأجنبية، ولكن هنا راودتني بعض الأسئلة التي تمنيت ان اعرف إجابتها من السادة المسئولين عن إدارة شؤون وطننا بكافة مستوياتهم وتخصصاتهم!!! ولكن هم بعيدون عن شباب فلسطين؟ لماذا لا يستغلون طاقاتهم وإمكانياتهم؟ لماذا تحرم فلسطين من خدمات وأعمال شبابها النيرة ويستفيد الآخرون منهم؟ لماذا تتمنى الكثير من الدول العربية والأجنبية ان يكون لديها مثل شباب فلسطين ومسئولين هذا الوطن يتجاهلون شبابه؟

أعتقد أن الشباب الفلسطيني ومن خلال ما تحقق طوال هذه الفترة، قد تقدموا بشكل كبير باتجاه حمل الأمانة الوطنية، فهم يمثلون عنصر مهم في هذا الوطن العريق، حيث يشكلون ما نسبته 60% من المجتمع، وهذه النسبة عالية جداً ويحسد عليها أيّ شعبٍ آخر، لأنهم عنوان النشاط والعنفوان والإرادة والقوة، وما يسجل على أرض الواقع أن هذه الطاقة والقوة والإرادة مهمشة ومغيبة ومستبعدة عن الواجهة وبعيدة عن تمثيلها الحقيقي وإمكانية حصولها على فرصة حقيقية للمشاركة في صناعة القرار والمساهمة بفعالية مع مكونات الشعب الفلسطيني الأخرى، برسم ملامح الوطن ومستقبل المواطن، وأنّ تستفاد من هذه الطاقات الشابة المعطلة من خلال فسح المجال لهم للمشاركة في صنع القرار السياسي بتخفيض سن الترشيح لمجالس البلديات والمجلس التشريعي، ووضع الثقة بهم من خلال تكليفهم بالملفات الداخلية والخارجية، واستيعابهم بالوزارات والسفارات والهيئات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية وحتى المالية، وكذلك يمكن الاستفادة منهم في صناعة مستقبل الوطن الفلسطيني الاقتصادية والتجارية والثقافية والإبداعية والإعلامية والخدمية والصحية والتربوية والنهوض بالواقع الصناعي والزراعي، الأمر الذي يتطلب ضخ وتجريب دماء شابة وطاقات متجددة وجهود ومثابرة منقطعة النظير، وذلك من خلال توفير فرص العمل وتوفير فرص بديلة من خلال تسهيل القروض المناسبة للمساهمة في خلق استثمار وطني في كافة المجالات الوطنية.

اذا لماذا وألف لماذا هذا التجاهل وهذا النسيان لدور الشباب؟ لماذا كل هذا الإجحاف بالشباب؟ فانتبهوا فإنكم تقتلون شبابكم بصورة غير مباشرة، وما أتمناه منكم ان تنصفوهم وتسعون بالاعتماد عليهم في بناء الدولة العتيدة، ليس باعتبارهم الشريحة الأكبر فحسب بل أن المستقبل يعتمد عليهم، فاسعوا من الآن ان تمحو غبار الماضي من على أكتافهم، وان تعيدوا البسمة الى وجوههم، وان تأخذوا بأيديهم نحو الطريق الصحيح، والقضاء على البطالة والبطالة المقنعة، وأنقذوهم من الضياع والتخبط بحثا عن أمل يحدوهم في العيش الرغيد، دون ان يضطر ذوي التحصيل الدراسي منهم بان يعمل في غير اختصاصه ويندم على أيام معاناة دراسته التي تجاوزها بنجاح، وان يضطر الآخر الى اللجوء الى الهاوية، وان يسعوا جاهدين ذوي التحصيل العلمي العالي في البحث عن فرص العمل والمكان الأمن والملاذ الحقيقي لهم في دولة أخرى غير فلسطين!!! فانتبهوا رجاءا للشباب يا قادة الوطن، فإن فلسطين مهرة أصيلة جامحة، ومثل هكذا مهرة لا يلجمها ويروضها غير الشباب، وهم كثر فامنحوهم فرصة امتطاء صهوة مجد بناء فلسطين وخدمة أبناءه.

 

بقلم / رامي الغف