برامج ووعودات انتخابية خادعة

بقلم: جاك يوسف خزمو

بدأت الحملة الانتخابية في "اسرائيل". وظهرت أحزاب سياسية جديدة، اضافة الى الاحزاب "القديمة" والمعروفة، منها من بدأ يتآكل ويضعف مثل حزب "العمل"، أو "ميرتس". والاحزاب كلها، وعبر زعمائها تقدم برامج ووعودات انتخابية عديدة، والهدف منها كسب صوت المقترع، والحصول على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان (الكنيست) الاسرائيلي.

ومما يلفت النظر في هذه الحملات والبرامج أن القضية الفلسطينية هامشية الى حد كبير، والاهتمام الأكبر هو في الشأن الداخلي، لأن الاسرائيليين معنيون ومهتمون بالاستقرار السياسي الداخلي، وهم أيضاً معنيون ومهتمون كثيراً بالأوضاع الأمنية، إذ أنها تشكل وعبر تضخيمها رعباً متواصلاً. ولذلك فاننا نرى أن من هم أصحاب خبرات وخدمات عسكرية يحظون بدعم الرأي العام الاسرائيلي، ويؤثرون الى حد كبير وايجاباً على الأحزاب التي يشكلونها أو ينضمون اليها.

وبرامج ووعودات الأحزاب الانتخابية مبالغ فيها الى حد كبير، وقد أثبتت التجارب والمتابعات لهذه الوعود أنها مجرد "دعاية" فقط، وبعد الفوز أو انتهاء الانتخابات، تصبح هذه في خبر كان، إذ يهتم قادة الاحزاب بالحصول على مقاعد وزارية في الحكومة، أو على مناصب فعّالة داخل البرلمان عبر رئاسة اللجان الاساسية والمهمة جدا، ويتفوق الاهتمام بالمصلحة الذاتية أو الشخصية أو الفئوية على المصالح العامة سواء لدولتهم أو شعبهم.. والاكثر غرابة أن المساءلة الجماهيرية لهذه الأحزاب حول مدى مصداقيتها في هذه البرامج والوعودات تغيب، لأن الرأي العام الاسرائيلي، وخاصة الجزء الذي يمتلك خبرة ودراية، يدرك مسبقاً أن هذه البرامج لم تكن ولن تكون جادة، وهي فقط للحصول على مقاعد ومكاسب، وسرعان ما ينساها من أعدّها وقدمها للرأي العام في اسرائيل.

خلاصة القول ان جميع هذه البرامج والوعودات هي خادعة للرأي العام الاسرائيلي، ولذلك على المراقب الحيادي لهذه الانتخابات ولهذه الفترة بالذات ألا يصدق كل ما يقال ويشاع ويقدم من وعود، والتزامات. وعلى القادة في العالمين العربي والاسلامي أن يدركوا ويعرفوا أن ما قد تصل اليهم من وعودات من زعماء أحزاب اسرائيلية قديمة أو جديدة حول ما يريدون فعله وتطبيقه غير صادقة، ولن ينفذ الا القليل منها، لان العبء الملقى على عاتق الأحزاب، وكذلك الظروف والمعطيات والقيود والاتفاقات لتشكيل حكومة ائتلافية، أو للحصول على المنصب ذاته تغيّر من نفسية الشخص المسؤول ذاته، فيكون المسؤول عند توليه منصبه غير ذاك الذي يعد نفسه ليكون مسؤولاً فيقطع على نفسه وعودات غير واقعية، وخادعة بامتياز.

من هنا يجب الحذر من أخذ هذه الوعودات الانتخابية محمل الجد، ويجب أن ندرك ان هذه الاحزاب جميعا تهتم بالشأن الداخلي الاسرائيلي، وان هناك اجماعاً كبيراً على الاستمرار في احتلال أراضينا، والعمل على تصفية قضيتنا، وبالتالي علينا أن نوحد صفوفنا، ونحقق وحدة وطنية لان المراحل القادمة هي أكثر صعوبة وتعقيداً مما مضى من مراحل سابقة مؤلمة وصعبة جدا.

بقلم/ جاك خزمو