القسام هو الجناح العسكري لحركة حماس في غزة , وهو جزء من منظومة المقاومة في غزة والتي تتألف من عشرات الأجنحة العسكرية والتابعة لجميع الفصائل الفلسطينية , والناطق بإسمها أبو عبيدة , له حضور واسع في الرأي العام ووسائل الإعلام ومن خلال إهتمامات الناس الكبيرة لتصريحاته , ولكن يبدو أنه سيفقد هذه الخاصية لكثرة تصريحاته والتي تثير الجدل بين الناس ومواقع التواصل الإجتماعي , وعبر وسائل الإعلام أيضا , وهذه التصريحات أحيانا تتجاوز المنطق وأحكام الشريعة أيضا .
تتجاوز المنطق .
من يراقب ويسمع تصريحات أبو عبيدة قد يهيئ نفسه على أن يكون داخل تل أبيب بعد أيام , أو القدس أو أي مدينة مغتصبة , ودون أن أدخل في تفاصيل كثيرة تدخلنا إلى سياق آخر , فبإختصار إن تصريحات أبو عبيدة وكأننا نمتلك ترسانة عسكرية تضاهي أي دولة نووية , وبناء على ذلك بإمكاننا تحرير فلسطين في أي وقت , وبرأيي أن هذه التصريحات قد تضرنا أكثر مما تنفعنا , لأن الحروب والمعارك تعتمد على حسابات دقيقة وليس شعارات .
أحكام الشريعة .
بالأمس أعلن أبو عبيدة الناطق بإسم القسام , أن إسرائيل تقف حاجزا أمام تمويل المقاومة ومن خلال سد كل النوافذ والتي تؤدي للتمويل , ولهذا سيتعامل القسام من خلال عملة "البتكوين" لتلقي مساعدات مالية للمقاومة , علما بأن البتكوين حرام شرعا بحسب إجماع علماء المسلمين ومجالس الإفتاء في العالم الإسلامي والعربي .
البتكوين هي عملة إلكترونية إفتراضية يتم تداولها عبر الإنترنت , وهي لها أضرار إقتصادية وإجتماعية لأنها لا تخضع لقانون أو مرجعية مالية مركزية تنظمها وتحكمها وتحمي المجتمع من أضرارها , وغالب مستخدميها هم تجار السوق السوداء , والسلع المشبوهة والمخدرات والمافيا وغيرها من الجهات المحذورة في القانون , وهذا بالإضافة الى أنه تم تحريم التعامل معها رسميا ومن خلال فتاوى صادرة عن غالب الدول الإسلامية والعربية وبإجماع , وعلى رأس هذه الدول , مصر والسعودية والكويت وتركيا والجزائر , بالإضافة الى مفتي الديار الفلسطينية في القدس .
البتكوين ليس كالسجائر والتي تحرمها حماس وفي نفس الوقت تجني منها الضرائب بعد تسهيل إدخالها الى غزة , البتكوين هي خدمة يتعامل معها مافيات وليس ناس بسطاء كمستهلكين السجائر , ولذلك إتجاه القسام للتعامل معها هو ترويج ودعاية لهذه الخدمة المشبوهة , أكثر من ما هو إستدراج لجني الدعم الخارجي للمقاومة في غزة .
برأيي أن كتائب القسام تقع في المحذور ليس لأنها تريده أو ترغب به , إنما لعدم الخبرة الكافية لديها في الفقه والشريعة , وإنما لأنها تابعة لحركة تعمل في ظل القوانين الوضعية والتي تحكم بها , بعيدا عن الشريعة الإسلامية , فيجب على كتائب القسام أن تراجع نفسها قبل الوقوع في حرمانية هذه الخدمة المالية الإفتراضية والمشبوهة "البتكوين"
بقلم/ أشرف صالح