(1969م – 2019 م)
قال تعالى:"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا "صدق الله العظيم...
في ظلمة سجن ريمون الفاشستي وجبروت ونازية السجان النازي الملعون,لفظ الأسير الشهيد فارس بارود عميد أسرى قطاع غزة والبالغ من العمر ثمانية وخمسين عاماً أنفاسه الأخيرة,لتصعد روحه الطاهرة إلى بارئها تشكوا له قضاة الأرض الفاسدين الظالمين,عاش مناضلاً حتى استشهد أسيراً مترجلاً في ثوبه الأبيض من زنزانته الموحشة,حال عشرات من الأسرى البواسل الأبطال مثله قابعين في غياهب السجون يعانون ويلات الألم والمعاناة وينتظرون الموت, نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتبعة من قبل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بحق عشرات الأسرى الفلسطينيين. .
الحاجة ريا عبيد أم فارس الثمانينية من العمر,قرأت كتاب الله عزوجل,وعرفت بكاء النبي سيدنا يعقوب عليه السلام،على ولده يوسف"عليه السلام"فأمضت عقدين ونصف تصبر نفسها بدعاء,فالصبر جميل حتى جفت عينيها وبيضتاه,وصعدت روحها للعلياء تسبق ابنها فلذة كبدها,ولسان حالها انه تم متسع في السماء لمن ضاق بهم صدر الأرض, وأخيراً شاءت الأقدار وبعد سنوات من العذاب والحرمان والغربة يلتقي الشهيدان فارس وأمه في جنات النعيم وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّه أَحَدً...
وعقب إعلان استشهاد الأسير بارود سادت حالة من التوتر والغليان كافة المعتقلات من قبل الأسرى,تزامنت مع بيانات الإدانة والشجب والاستنكار ومطالبات فصائلية تطالب بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على تفاصيل وأسباب استشهاد بارود وبارتقاء الشهيد بارود يرتفع عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال إلى 218 شهيداً منذ العام 1967 منهم أكثر من 60 أسيراً استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي..
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على جريمة نكراء جديدة تضاف إلى سلسلة من جرائم الاحتلال بحق الأسرى والأسير فارس بارد داخل سجون الاحتلال والذي ارتقى شهيداً نتيجة الإهمال الطبي,ويعتبر أحد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاق"أوسلو"حيث كان من المفترض إطلاق سراحه مع الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى الذين تعهد الاحتلال بإطلاق سراحهم خلال صفقة إحياء المفاوضات أواخر عام 2013،إذ إنه معتقل منذ العام 1991 ومحكوم بالسّجن المؤبد و(35) عاماً,إلا أن سلطات الاحتلال علق الإفراج عن الدفعة الرابعة والتي تضم 30 أسيرًا ورفض إطلاق سراحهم لأسباب سياسية.
الأسير المريض/ فارس أحمد محمد بارود
من مواليد / 1961
البلدة الأصلية / بيت دراس
الحالة الاجتماعية / أعزب
مكان الإقامة / مخيم الشاطئ غرب قهوة غبن
تاريخ الاعتقال /23/3/1991
مكان وتاريخ الاستشهاد/ استشهد يوم الأربعاء في سجن ريمون الموافق 6/2/2019م
الحكم عليه/ بالسجن المؤبد و35 عاماً في العام 1991،
التهمة الموجه إليه / قتل مستوطن
الحالة الصحية للأسير فارس بارود/
أصيب الأسير بارود بنزيف داخلي بتاريخ 18/11/2018م وتم نقله إلى مستشفى سوروكا مغمى عليه وخضع لمنظار،وتبين بأنه يعاني من إشكالية بشريان يغذي الكبد وتم استئصال هذا الشريان وجزء من الكبد,وفي مساء يوم الأربعاء 6/2/2019م تدهور حالته الصحية بشكل خطير على أثرها تم نقله من سجن (ريمون) إلى قسم العناية المركزة في مستشفى سوروكا الإسرائيلي, حيث ارتقى شهيداً تحت مقصلة الإهمال الطبي لينضم إلى قافلة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة,علماً كان يعاني الأسير بارود خلال سنوات اعتقاله من سياسة الإهمال الطبي، وعدم تقديم العلاج اللازم لمرضه والرعاية المطلوبة,وقد أمضى من عمره ٢٨ عاماً في سجون الاحتلال بينها 18 عاماً في العزل الانفرادي وكان آخر ذلك عزل لمدة أربع سنوات متواصلة بين العامين 2012 و2016"وتوفيت والدته وهو في العزل وخلال هذه الفترة الطويلة التي مرت على اعتقاله تنقل بين كل سجون الاحتلال، وشارك في كل الاحتجاجات والإضرابات التي جرت خلال ربع القرن الماضي وحرم خلالها من الزيارات منذ العام 2000م...
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية كل الحرية لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات
بقلم/ سامي فودة