من تحت ركام الآلام ومن آهات الجسد المنهك الذي يئن من ويلات مرض السرطان,ينهض جنرال الصبر رغم أوجاعه الغائرة متحدياً جبروت المرض اللعين وعصابات الإجرام الصهيوني,ولسان حاله يقول لجلاديه طغاة العصر,هيهات أن تفلحوا بجبروت طغيانكم في كسر إرادتنا وتثبيط من عزائمنا,فمهما فاق بشاعة إجرامكم لن يزيدنا إلا صموداً وثباتاً والتصاقاً بهذه الأرض الطيبة حتى تحقيق حلمنا بالحرية والاستقلال ...
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر,أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على اخطر حالات الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال الإسرائيلي والذين يواجهون الموت البطيء وجميعهم يعانون من ظروف صحية واعتقالية بالغة السوء والصعوبة,ويعتبر من ابرز الأسرى الفلسطينيين المصابين بالسرطان وحالته الصحية حرجة للغاية نتيجة الإهمال الطبي واستهتار إدارة مصلحة السجون بحياته,
هو الأسير/ يسري عطية المصري ابن السادسة والثلاثون ربيعاً, أحد مجاهدي"سرايا القدس"بـ"لواء الوسطى"والقابع حالياً في سجن نفحة والمصاب بمرض السرطان والذي يتجرع الموت البطيء في سجون الاحتلال ويعاني من وجود ثلاثة أورام سرطانية في الكبد بأحجام مختلفة،إضافة إلى إصابته بتضخم في الغدة الليمفاوية’وقد أنهى عامه الخامس عشر على التوالي في الأسر ويدخل عامه السادس عشر وباقي ثلاثة شهور لاكتمالهم في سجون العدو, فهو أمضى أكثر من نصف محكومتيه في السجون متنقلاً مابين عيادات السجون والمستشفيات,نتيجة إصابته بعدة أمراض من أبرزها مرض السرطان,
جنرال الصبر والصمود والتحدي والثبات الأسير/ يسري المصري بين عذاب السجن وآلام السرطان يقول /مطلبي الوحيد هو الموت بين أهلي
- الأسير المريض / يسري عطية محمد المصري (36 عامًا - أبو عماد)
- من مواليد / 23/3/1983م
البلدة الأصلية / "يازور" المحتلة عام 1948م
عائلته الكريمة / تتكون أسرة أسيرنا من والده ووالدته وزوجة أبيه وسبعة أشقاء، وأربع شقيقات/ الأم أم ياسر لها من الأبناء/ ياسر- يسري- تيسير والأخوات تحرير-عبير ومن الأم الثانية له من الإخوة/ محمد - احمد - محمود- حامد ومن الأخوات/ وفاء- وهالة, وقد توفي والده في عام 2008م
- الحالة الاجتماعية / أعزب
- مكان الإقامة / دير البلح وسط قطاع غزة في منطقة البركة - حي"المشاعلة"
- المؤهل العلمي/ تلقى أسيرنا مراحل تعليمه الأساسي والإعدادي بمدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين،ثم أكمل دراسته الثانوية في مدرسة "المنفلوطي"وكان من الطلبة المتفوقين والمميزين طوال مراحل دراسته,التحق بجامعة الأقصى تخصص تربية "انجليزي"وحصل على شهادة بكالوريوس تاريخ من جامعة الأقصى في السجن نفحة وحصل على شهادة الماجستير في إدارة مؤسسات مجتمع محلي من جامعة القاهرة قبل شهرين من كتابة مقالي واخذ دبلوم دعاء,فأتم حفظ كتاب الله، وتعلم اللغة العبرية في سجون الاحتلال الصهيوني,
تاريخ الاعتقال / 9/6/2003م
- التهمة الموجه إليه / الانتماء لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ومقاومة الاحتلال الصهيوني.
- مكان الاعتقال / سجن نفحة
- حكم عليه / عشرين سنة
- إجراء تعسفي وظالم/ قبل قضية جلعاد شليط كانت الزيارة تسيير بشكل دوري كل شهر كلا من الوالد والوالدة والأخوات ولكن بعد قضية شاليط توقفت الزيارة قرابة خمس سنوات ومنعت سلطات الاحتلال خلالها الأخوات والوالد من زيارته,وتوقفت والده الأسير السبعينية بالعمر عن الزيارة بسبب شيخوختها وقلت حيلتها على الوقوف والمشي وإصابتها بالعديد من الأمراض حالت بينها وبين ابنها من زيارته.....
- تمكن في فترة اعتقاله من إعداد سلسلة من الكتب منها "لوازم الطريق"و"قاعدة الجهاد إلى رب العباد" قاعدة الانطلاق إلى من أراد الانعتاق ويتم الآن تنقيحهما ومراجعتهما من قبل أهل الاختصاص لطباعتهما ونشرهما، كما عرف عن الأسير كتابته للشعر والنثر.
- الأسير يسري كان شاب رياضي ومن هوايته لعبة الكاراتيه وقد حصل على دان بعد الحزام الأسود’تميز بالعديد من الصفات الحميدة والأخلاق العالية الرفيعة، فقد كان هادئ الطبع جدياً في تعاملاته، محباً ومطيعاً وباراً بوالديه، حنوناً على إخوانه وأخواته، واصلاً لأرحامه، محبوباً من الجميع، ملتزماً بتعاليم الإسلام الحنيف
كيفية اعتقال الأسير/ يسري المصري
تم اعتقاله في التاسع من شهر حزيران عام 2003م بعد محاصرة منزله المتواجد في منطقة "البركة - حي المشاعلة" جنوب غرب مدينة دير البلح بقوات كبيرة من الجيش الصهيوني والوحدات الخاصة المدججة بالسلاح مدعومة بالآليات العسكرية والدبابات وتم مداهمة المنزل عند الساعة الثالثة فجراً يوم الثلاثاء وقاموا بإرهاب الأطفال والنساء والشيوخ وعاثوا بالمنزل خراباً ودماراً واعتقل معه رفيق دربه الأسير إياد أبو ناصر الذي لا يزال يقبع في سجون الاحتلال وتم اعتقال جميع أشقائه إلى مركز التوقيف في بيت حانون "ايرز" وبعد مرور 8 أيام من التحقيق تم الإفراج عن إخوته علماً لقد تعرض الأسير يسري للضرب المبرح على أيدي مجموعة من المستوطنين أثناء توقف الجيش في منطقة كيسوفيم في انتظار قوة أخرى من الجيش بهدف ترحيلهم إلى السجن, وقد أصيب في رأسه وصدره وخلف الأذن وبقى سنوات يعاني من الم شديد من خلف الأذن نتيجة الضرب.
وبعد مرور"5 أيام" جرى نقل الأسير يسري إلى سجن المجدل وقد تعرض للتحقيق القاسي والتعذيب الجسدي والنفسي في أقبية التحقيق على أيدي ضباط مخابرات الشين بيت,وجه للأسير يسري عدة تهم كان منها التخطيط لتنفيذ عمليات جهادية،والانتماء لحركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس،وتزعمه مجموعة عسكرية،والمشاركة في إطلاق صواريخ "البنا" باتجاه المواقع الصهيونية، وزرع عدة عبوات ناسفة ضد الآليات الصهيونية المجتاحة لمخيماتنا وقرانا،وذلك حسب مزاعم الاحتلال الصهيوني,بعد سنتين ونصف من اعتقاله تم نقل الأسير/ يسري المصري إلى المحكمة الصهيونية ليحكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاماً...
الحالة المرضية أو الصحية للأسير
الأسير المريض بالسرطان/ يسري المصري الذي يتجرع الموت البطيء في سجون الاحتلال لم يكن يعاني يوماً من أي أمراض تذكر قبل عملية اعتقاله وقد أدرك إصابته بمرض السرطان الخبيث نتيجة الإهمال الطبي بعد مرور عامين من اعتقاله,وكان وقتها يعاني من مغص وآلام وإسهال شديد ودوخة وفقدان بالوزن وعلى أثرها أجرى عملية جراحية لاستئصال ورم خبيث في الغدة الدرقية بالرقبة عام 2013,ونقل في سجن إيشل لتلقي العلاج, إلا أن وضعه الصحي لم يتحسن,فهو مازال يعاني من دوخة وآلام وغثيان وحديثاً تدهورت حالته الصحية بسبب امتناع أطباء ومستشفيات الاحتلال عن إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للأسير المريض والتي توضح سبب الآمة الشديدة..
وتعتبر حالته الصحية من أصعب وأخطر الحالات في سجون الاحتلال كونه يعانى من إنتشار السرطان في الكبد بشكل متقدم،إضافة إلى سلسلة طويلة من الأمراض الأخرى منها تضخم في الغدة النخاعية في الدماغ، ويشكو من هزال ودوخة وصداع بشكل دائم،كما يعانى من مشكلة في القلب والآم في الصدر وضيق في التنفس واستمرار النزيف والآلام من الأمعاء.كما عانى مؤخراً من مشاكل صعبة في العينين أدت إلى ضعف شديد في الرؤية نتيجة ارتفاع نسبة البروتين في الدم، وقد تؤدى للعمى إذا استمر إهمال علاجها,
ومن على سطور مقالي أوجه ندائي إلى كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية،ومنظمة أطباء بلا حدود بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير/ يسري المصري للإفراج عنه لتقديم العلاج اللازم له خارج السجون قبل أن يلتحق بكوكبة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة في أي لحظة نتيجة الإهمال الطبي والاستهتار بحياته من قبل إدارة السجون,
ملاحظة/ أن سلطات الاحتلال ترفض كل المناشدات بالإفراج عنه متذرعة بان صحته جيده بناء على تقارير كاذبة من مستشفى الرملة..
الحرية كل الحرية لأسرانا وأسيراتنا الماجدات...
والشفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض السرطان وغيرها من الأمراض الفتاكة بالإنسان ..
بقلم/ سامي فودة