عشم ترامب ونتينياهو بالتطبيع كعشم ابليس بالجنه

بقلم: سهيله عمر

بمنابسه مؤتمر وارسوا الذي يستهدف القضيه الفلسطينيه ارتايت ان اكتب مقالي هذا متمنيه من الله ان يكون حجر عثره في وجه مخططاتهم الصهيونيه لتصفيه القضيه الفلسطينيه.

قمه الاستخفاف والبلاهه ان تجد ترامب ونتينياهو يخططان لتصفيه القضيه الفلسطينيه بناء على ما خططت له اسرائيل من امر واقع بقوه السلاح. مخططهم المشبوه يقوم على شرعنه تهجير وتشريد الفلسطينيين من اراضيهم عامي 1967 و1948. ومن ثم الغاء حق العوده للاجئين الفلسطينيين، بينما اعدادهم تزيد عن 6 مليون لاجيء اليوم. وشرعنه احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينيه بما في ذلك القدس. وشرعنه استيطانها في الضفه الغربيه و وممارساتها الاجراميه بها من اعتقالات واغتيالات وهدم منازل واقامه حواجز والسيطره على المعابر. وايضا شرعنه حصارها لقطاع غزه برا وبحرا وجوا وحروبها الاجراميه بها.

ويريدون ان تكافئهم العرب على كل ذلك بالتطبيع والسلام مع اسرائيل، بينما العرب هم من عايشوا معاناه الفلسطينيين وتحملوها معهم. قمه الاستخفاف بالعقول ؟؟؟

سقطت صفقه القرن ليس من اليوم. ولكن من اول يوم هجرت فيه اسرائيل الفلسطينيين عام 1948 اعتقادا منها ان العرب سيوطنونهم وكانت الصفعه الكبرى ان بقوا مشردين بلا وطن ولا يحملون معهم سوى شهادات ميلاد ووثائق للاجئين فلسطينيين تثبت اصولهم الفلسطينيه.

الذي لم تعيه امريكاواسرائيل ان الشعب الفلسطيني شكل لوبي فلسطيني داخل الدول العربيه اقوى من اللوبي الصهيوني في امريكا واوربا معا. السبب الرئيسي ان الشعب الفلسطيني اللاجيء عمل في كافة الدول العربيه واصبح عاملا مهما من عوامل التطور بسبب كفاءته ونشاطه الفريد وايضا نزاهته، وهم لا ينكرون ذلك.

بالاضافه ان اوائل المدرسين في كافة الدول العربيه خاصه في الخليج هم فلسطينيون. فاصبح احترام وهيبه الشعب الفلسطيني في دمائهم لانهم من بنوا فكرهم واخلاقهم وتربيتهم.

من هنا نستطيع ان نقول ان عقليه الشعب العربي خاصه الكبار منهم الذين يتحكمون بالسياسه ومجرياتها بناها مدرسين فلسطينيين اكفاء. ناهيك عن الصداقات العميقه بين الفلسطينيين وكافه الشعوب العربيه سنه وشيعه. عايشوا ما نعانيه كوننا شعب مشرد بلا وطن وهم لا يستطيعوا ان يساعدوننا في التحرر.

حاولت امريكا التخلص من الانظمه العتيده التي تقف في وجه الخطر الاسرائيلي وهي العراق وسوريا واليمن وليبيا. كانت هذه الدول اكثر من تعلن العداء لاسرائيل بكل شجاعه. وفعلا نجحوا في تقتيت تلك الدول وتشريد اهلها.

بقى رهان امريكا واسرائيل على مصر والخليج والاردن كداعمين لخطتهما لتصفيه القضيه الفلسطينيه مقابل تحالف اسرائيلي خليجي لمواجهة ايران. الا انهم اكتشفوا استحاله ما يخططون له واليكم الاسباب:

1- مصر وقعت اتفاقيه سلام كامب ديفيد مع اسرائيل لاسترداد سينا من اسرائيل ولكن بقى الشعب المصري عتيد على التطبيع وما ادل على ذلك المظاهرات التي نشات بعد توقيع الاتفاقيه من الناصريين والاسلاميين معا واعتقال المعارضين بالجمله، ومن ثم مقتل السادات بسبب معارضه سياساته. وساستشهد بحادثين عارضين صدرا من اكثر فئه متححره بمصر وهم الراقصات. اذكر في يرنامج بلقاء مع لوسي سؤلت لماذا رفضت تعليم دورات للرقص الشرقي في اسرائيل مقابل الاف الدولارات، فردت انها ولدت وهي تعلم ان اسرائيل دوله تحتل ارض ليست ارضها وشردت الشعب الفلسطيني فكيف تعترف بهم. وموقف اخر من الراقصه دينا في برنامج كاميرا خفيه فؤش بالمعسكر بعد ان مثلوا اعتقالها من جنود صهاينه وطولبت الاعتراف باسرائيل والا تعدم، فرفضت وقالت اليس بيننا اتفاقيه سلام. هذه الاتفاقيه تفرض ان لا تمسوننا باذى وليس ان نحبكم او نعترف بكم او نقيم علاقات معكم. قمه الوعي الوطني للعلاقه مع اسرائيل عبرت عنهما اكثر فئه تحررا بمصر. وهما يعبران عن نبض الشعب المصري كافه . وللعلم النظام المصري نفسه يمنع المصريين من زياره اسرائيل للصلاه في القدس الا من خلال معبر غزه لانه معبر فلسطيني. واذا اراد اي مصري المرور من المعابر الاسرائليه فهو يمر بعد اذن رسمي وتحقيقات طويله مع المخابرات المصريه للتحري عن سبب الزياره ذهابا وايابا خشيه تجنيدهم. فهل هناك مجال للتطبيع؟؟

2 الشعب الاردني اكثر من 60 بالمئه من سكانه فلسطينيون واضطرت الاردن لاعطائهم جنسيات اردنيه شكليا لتحسين اوضاعهم المعيشيه وليس لالغاء حق العوده لهم وهم لليوم يقيمون بمخيمات يعتاشون على خدمات الاونروا. وهم لا يسمون انفسهم الا فلسطينيين ويشكلون قنبله موقوته، ولو طلب منهم اجتياح الحدود للعوده لاراضيهم المسلوبه لما تاخروا. ومواقف الملك عبدالله واضحه انه ضد أي محاولات تصفيه او تقديم تنازلات تمس القضيه الفلسطينيه. فهل من مجال للتطبيع مع الاردن ؟؟

3 الدول الخليجيه التي ترتهن امريكا واسرائيل عليهم لتشكيل حلف مع اسرائيل ضد ايران هي ايضا ورقه محروقه. اولا لان الدول الخليجيه يوجد بها اكبر كم من الجاليات الفلسطينيه اللاجئه، وهم يدركون سنه وشيعه ابعاد قضيتنا ومعاناتنا جيدا بسبب علاقاتهم الوطيده بالفلسطينيين سواء بالعمل والدراسه كما نوهت. وثانيا لانها دول عنصريه بامتياز، فهي ترفض تجنيس ابناء الخليجيات. هي تنظر للامر من منظور مادي بحت. حيث تسخر كل ثرواتها للمواطنين ومن ثم ترفض زياده عدد المواطنين حتى لا تستهلك ثرواتها. لذلك تجد الكثير من السكان بها هم بدون جنسيات، بينما يقيمون بالخليج من عشرات السنوات، وترفض تجنيسهم حتى لا تستنزف ثرواتها. تتعامل الدول الخليجيه مع الجاليات الاجنبيه والعربيه كادوات للاستغلال فقط. والراتب الذي ياخذه الاجنبي بيد يتم سحبه من اليد الاخرى مصاريف سكن باهض وتعليم وعلاج بالقطاع الخاص وغرامات ومخالفات. كل شيء من تعليم وصحه وحق بالعمل يمنح للمواطن ولا يعطى اي حق للاجنبي حتى حريه الراي او الشكوى. ومن هنا لا يمكن باي حال من الاحوال ان تقبل توطين الفلسطينيين. وحتى اوضح الفكره اكثر، اذكر مره حيث نشات وولدت بدوله خليجيه عندما كنت صغيره، جادلت مسئول خليجي انه يجب اعطاءنا حقوق خاصه في العمل والدراسه والعلاج بسبب كوننا بلا وطن نعود اليه ومعظمنا ولد بالخليج. فقال لي هل لديكي اي شخص من شجره عائلتك سواء من الام او الاب مواطن اصلي من هذه الدوله الخليجيه، بهرت فقلت له لا فانا شجره عائلتي من الام والاب فلسطينيون فقط، فرد علي اذن كيف تطالبين بحق مواطن خليجي ولا يوجد لكي أي عرق خليجي. وهذا المنظور الذي يحسم التجنيس بالخليج، وهو الاصل. وحتى والدي لم يطالب قط بتجنيسه بهذه الدوله الخليجيه مع ان علاقاته واسعه، وعندما سالته لماذا وهو لاجيء من لاجئي ال 1967 ولا افق لعودتنا غزه. فرد كيف اطالب بما لا حق لي فانا فلسطيني غزاوي الاصل ابا عن جد ولست خليجي، ولا بد وان نعود يوما ولو تامر علينا العالم اجمع. وصدقت نبوأه ابي وعدنا بعد اتفاق اوسلو بينما بقت الجاليه الفلسطينيه حتى الان بلا هوايا وتنتظر الفرج. اذا التجنيس مرفوض من الخليجي والفلسطيني معا.

وثالثا انك تجد نسبه عاليه من المواطنين في كافه دول الخليج خاصه البحرين والكويت والعراق والسعوديه هم شيعه سواء عرب او عجم. والشيعي مرجعيته ايران شاءوا او ابوا الاعتراف بذلك. فكيف ممكن ان تتتحالف دول الخليج مع اسرائيل للقضاء على ايران بينما معظم شعوبها شيعه موالون لايران. باشاره من هؤلاء الشيعه سيثوروا ضد أي محاولات للتطبيع لانهم يعرفون ان المستهدف بها مرجعيتهم ايران والقضيه الفلسطينيه. اما السنه فلا ناقه لهم ولا جمل مع اسرائيل، وهم لا يرون الا مجازرها ضد الفلسطينيين، فكيف يطبعوا معها وهم يدركون مخاطرها.

ختاما لا ننسى ان مرجعيتنا القرءان وكل كلمه في القرءان تحذر من اسرائيل وتذكر بعصيانهم وقتلهم انبيائهم وفسادهم بالارض.

ومن هنا نصل لنتيجه راسخه وهي ان عشم ترامب عشم ترامب ونتينياهو بالتطبيع كعشم ابليس بالجنه. وان صفقه القرن ومحاولات تصفيه القضيه الفلسطينيه قد سقطت

سهيله عمر
[email protected]