مؤتمر وارسو محاولة مواجة الفشل بفشل اخر

بقلم: ميلاد البصير

إن المؤتمر الدولي المزعم عقده في وارسو في بولاندا من ١٢ الى ١٤ فبراير الحالي والذي دعت اليه بطريقة مشتركة الادارة الامريكيه وبولندا هو عباره عن محاولة مواجة  الفشل الذريع للسياسة الامريكية فيما يخص القضية الفلسطينية .

إن الادارة الامريكيه تتبع السياس القائمة على المقولة المشهورة : ليس من الضروري ان يحبون امريكا ولكن من الضروري ان يطيعوها ، إن سياسة الحسم والموقف الفلسطيني الشجاع والرافض لما تسميه امريكا لصفقة  القرن  اذهل  الادارة الامريكية ووضعها في موقف الفاشل وكيف لا اذ ان الشخص الوحيد في العالم تجراء وبحسم تأكيد وثقه نادره قال لا والف لا ، لن تمر صفقه القرن ، ان هذا الشخص هو فخامة الرئيس الفلسطيني ابو مازن ، اضافه الى ذلك رفض هذا  القائد الفلسطيني حتى لقاء ممثلي الادارة الامريكيه والتحدث معهم.

ردود فعل ادارة الرئيس ترامب كانت شديدة وعنيفة: نقل السفارة الى القدس الشرقيه، الاعتراف في القدس عاصمة لاسرائيل، قطع المساعدات عن السلطة، وقف المساعدات عن المستشفيات في القدس الشرقية واخيرا إعطاء أوامر الى البنوك الامريكية بعدم تحويل الأموال الى السلطه الفلسطينية، معتقدين بذلك اننا سنركع وننحني ونطيع أوامر الادارة الامريكيه ،هم لا يدركوا ان اجيال عاشت وارتقت وهي تقول نموت واقفين ولن نركع.

امام هذا العنفوان والتحدي والشجاعة للقيادة الفلسطينية دعت اداره ترامب الى هذا  المؤتمر من اجل محاولتها لحفظ ماء وجهها امام العالم ولكي ترضي حليفها الاول والأخير اسرائيل هادفه بذلك تحقيق ٤ اهداف .

اولا تغيير محور الاهتمام العربي حيث تصبح ايران العدو الاول للعالم العربي وليس اسرائيل طبعا عن طريق نشر النزعة الدينيه بين السنة والشيعه وبهذه الطريقة تستطيع فتح ملف ايران النووي والاتفاقية الدولية المتعلقة بذلك .

ثانيا محاولة اداره ترامب تفكيك  وتمزيق الصف الاوروبي بخصوص ملف ايران النووي حيث ان بعض الدول الاوروبية وجهت نظرهم مطابقة للسياسة الامريكية بخصوص ملف ايران النووي .

ثالثا والاهم من كل ما ذكرناه هو تمرير وتسويق صفقة القرن التي رفضتها القيادة الفلسطينية منذ ولادتها .

رابعا واخيرا يجب النظر الى هذا الاجتماع من منطلق العلاقات الجيوبوليتيكا العالمية والإقليمية حيث أن هذا المؤتمر يأتي بعد انسحاب الادارة الامريكية من معاهدة سباق التسلّح مع روسيا، بعد ان اثبتت روسيا وجودها وبقوة في سوريا، وهذا يعني وجود عسكري في البحر المتوسط حلم الاتحاد السوفيتي السابق ، طبعا لا يغيب عن الاذهان وجود العملاق الصيني حليف بوتين في المنطقة ، كل هذا يأتي بعد ان ادرك الأمريكيون  فشلهم الذريع في العراق وفي سوريا والامر من هذا كله ان يقف رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ويقول لا لسادة العالم فكيف لو كان ابو مازن رئيس دوله بكل معايير الدولة الحديثة.

يقال انه ستشارك ١٣ دولة عربية اضافه الى اسرائيل ، هذه الدويلات العشائرية رمت نفسها في احضان دولة الاحتلال ، فهي لم ولن تمثل حتى رضيع واحد فلسطيني ، هم يدركون كما يعلمون ويعرفون تمام المعرفة الأمريكان والحكومة الإسرائيلية ان اي محاوله للالتفاف على حقوقنا الوطنية المعترف بها من قبل الشرعية الدولية والغير قابله للتصرف ، اي محاولة سيكون حليفها الفشل .

مما لا شك فيه ان المرحلة حرجة وحساسية ودقيقة على الساحة الداخلية الفلسطينية ، فالفصائل الفلسطينية المجتمعة هذه الساعات في العاصمة الروسية موسكو اما ان تكون على مستوى التحديات التي تواجهها قضيتنا المحورية واذا لم ترتقي لهذا المستوى فسيدحرها شعبنا الفلسطيني الى  هاوية التاريخ.

بقلم/ د. ميلاد البصير