أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين بالرصاص الحي وحالات بالاختناق ، مساء اليوم، جراء قمع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في فعاليات الجمعة الـ 47 من مسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة، والتي تحمل عنوان"غزة عصية على الانكسار والإنفصال".
وذكرت مصادر طبية بأن جنود الاحتلال المتمركزين على طول السياج الحدودي شرق القطاع أطلقوا الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، صوب المشاركين في الفعاليات التي تجري شرق مدينة غزة، وبلدة جباليا شمال القطاع، ومخيم البريج وسطه، وخان يونس ورفح جنوبه، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بالرصاص الحي وحالات اختناق.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة في وقت لاحق، باصابة 20 مواطنا برصاص قوات الاحتلال خلال قمع فعاليات الجمعة الـ47 لمسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة.
وقالت الصحة على لسان الناطق باسمها أشرف القدرة، إن طواقم الصحة الطواقم الطبية في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع تجري تدخلاتها الطبية لإنقاذ حياة طفل أصيب برصاص قوات الاحتلال في الصدر شرق البريج"، فيما أفاد مسعفون عن إصابة العشرات من الموطنين بحالات اختناق بالغاز.
وأكدت الصحة، على أن طواقمها التي قطعت رواتبها من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله "مستمرة في تقديم رسالتها الانسانية لابناء شعبها و تستبسل في إخلاء المصابين من الميدان وتضميد جراحهم في النقاط الطبية و المستشفيات خلال الجمعة الـ 47 لمسيرات العودة وكسر الحصار رغم ارهاب المحتل".
واعتبرت الصحة أن "طواقمها الصحية حقها على كل وطني غيور أن يكرمها ويشد على يدها لا أن يقطع رواتبها و ينتهك الحق في الصحة لمرضانا و جرحانا و يعرض حياتهم للخطر."
وتوافد الآلاف من الفلسطينيين، عصر اليوم، إلى مناطق السياج الحدودي شرق قطاع غزة للمشاركة في فعاليات الجمعة الـ 47 ، بدعوة من من الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار.
وحملت الهيئة الوطنية الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن أي اعتداء يطال المشاركين في فعاليات الجمعة الـ 47 من مسيرات العودة .
وقال الهيئة في بيان لها "نؤكد استمرار إجراءات حماية المتظاهرين وتجنب وقوع ضحايا، مع الحفاظ على سلمية المسيرات".
وأضاف البيان: "إن الاحتلال يسعى للتصعيد العسكري من خلال مواصلة بث التحريض والتهديد ضد المسيرات، ونشر قناصة وجنود مدججين بالسلاح القاتل على امتداد السياج الفاصل، ورفضه إنهاء حصار غزة والتنكر لكل التفاهمات المتعلقة بتخفيف المعاناة عن شعبنا".
وطالبت الهيئة المنظمات الدولية والحقوقية "الوقوف عند مسؤولياتها إزاء جرائم الاحتلال وتهديداته بمزيد من العدوان والإرهاب ضد المدنيين العزل".
ويحذر محللون سياسيون في قطاع غزة من استمرار استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين في مسيرات العودة ورد الفصائل الفلسطينية في القطاع، في وقت تسعى فيه مصر والأمم المتحدة للتوسط بهدف منع انفجار ميداني محتمل.
وجاء ذلك، إثر تحذير غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع إلى جيش الاحتلال من استمرار تشديد الحصار واستهداف المتظاهرين في مسيرات العودة.
ويقول المحلل السياسي حسام الدجنى ضمن تقرير بثه قناة "الغد" الإخبارية إن الفصائل قد تذهب لرد القصف بالقصف والتصعيد، وبالتالي فإن مسألة أن يكون هناك تصعيد ورد على فعاليات الجمعة مؤشراته عالية.
ويوضح المحلل السياسي حسن عبدو "هناك جهود تقوم بها مصر من أجل عدم العدوان علي غزة، وتلتقي الفصائل الفلسطينية مع وجهة النظر المصرية، إلا أن إسرائيل ترغب بالتصعيد لدواعي انتخابية".
وإلى جانب دور الوساطة المصرية تسعى الأمم المتحدة عبر منسقها نيكولاي ملادينوف لإبعاد شبح الحرب عن غزة والتخفيف من وطأة أزمات الحصار عبر الإعلان تجهيز مشاريع التشغيل المؤقت لنحو عشرة ألاف من الشباب الخرجين داخل القطاع.
ويشير المحلل السياسي محسن أبو رمضان إلى ضرورة مساهمة الأمم المتحدة في زيادة أنشطة الدعم والعمل على تقليل نسبة البطالة لنزع فتيل الأزمة.
وأمام الاحتمالات المرتفعة للتصعيد العسكري بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة في غزة يبقى الرهان على دور الوسطاء في منع هذا الانفجار الميداني الوشيك.
ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من آذار/ مارس الماضي، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.
ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة. ما أدى لاستشهاد 265 مواطنًا؛ بينهم 11 شهيدا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 27 ألفًا آخرين، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد..