أنا امرأةٌ توّاقة بجنونٍ للماضي، أتذّكر كلّ شيءٍ جميل ولّى منذ زمنٍ بعيدٍ، ولا أتذكّر سوى الصّور الجميلة داخل عقلي المرتبكِ من جُنونِ الموْت في كلِّ مكانٍ، أهملتُ ذاتي بينما كنتُ أحاولُ الولوجَ إلى الماضي في زمنٍ جميلٍ بأُناسِه، أنا امرأة البكاءِ على الماضي الجميل، تقوقعتُ هنا في بيتٍ من صفيحٍ، وبقيتُ أتذكر كلّ هزائمنا، وحُبّنا للوطن السّليب، عيناي أجعلهما مفتوحتين للبكاء، والعويل على ماضٍ أجنُّ له باستمرار.
أراني أقعُ في سُلّمِ الفشل، وأسقطُ على مذكرات يومية كتبتها، حينما كنتُ مولعا بكتابة مجدِنا، أراني أتألّمُ مما وصلنا إليه من جُنونِ الموت، فأنا كامرأة أراني في عالمٍ يُحبُّ الموْتَ، أشعرُ بأنّ أغواري تتألم من الحُزْنِ على ماضٍ ولّى سريعا.
لقد تعبتُ من تذكّر الماضي، أراني أعيشُ هنا في بيت يستره الصفيح، وفي عتمة مجنونة تشبه حفرة الموت.. الصمت هنا يظل أمام عيني.. نباحُ الكلابِ الضّالة يزعجني، لا أعرفُ النّوْم البتّة.. أريد أنْ أنامَ لكي أنسى الماضي.. أظلّ أكتبُ نصوصاً عنْ رجُلٍ هجرني مع امرأةٍ أخرى أبشعَ مني.. أحاول نسيانَ الماضي، لكن دون جدوى..
يُخيّل لي بأنّ صوتَه يقول ما زلتُ أُحبّكِ يا امرأة الجنون
أظلّ أتمتمُ فلماذا لمْ تعدْ إذا كنتَ تعشقني؟
تعال لترى كيف أعيشُ في بيتٍ من صفيحٍ وبلا غطاءٍ.. أشتاق لدفئكَ أيها المتهوّر في غربة مجنونة.. هناك تظلّ جالسا في حانةٍ كلّ ليلةٍ مع امرأة بشعةٍ، لا تريد منكَ أيّ شيءٍ سوى التّسلية، ألا تشتاقُ إلى حُبِّنا؟ فتعال لترى الموتَ هنا.. فهنا زمنُ الموْتِ يبتلعنا، أما أنتَ فغارقٌ في نزواتكَ المجنونة.. أحنُّ إلى ماضينا الجميل، فتعال ودعكَ من جنونِ الرّكض خلف نساءٍ مفتوناتٍ بأجسادهن العارية.. هنا في زمنِ الموْتِ لا ترى سوى الموْت، لكنني أنا ورغم هرمي المُتسارع سأعطيكَ الحُبَّ..
عطاالله شاهين