مؤتمر وارسو والذي سيعمل على محاولة تشكيل محور جديد ... وتعزيز استيراتيجية قائمة على تحالف المصالح والتنسيق لاجل المحافظة على ما هو قائم وتطويره ... وافساح المجال لمحور الاقوياء للدوس على الضعفاء .... وحتى امكانية شطبهم عن الخارطة السياسية في ظل امتلاكهم للصراخ المفرغ من كل محتوى .... ورفع الشعارات والتنظير بها والتمترس من وراءها .
النجاح في وراسو لصالح دولة الكيان ... ولاجل التطبيع وفسح المجال للعلاقات ... والفشل في موسكو .... لا نمتلك الا الاعتذار للدولة المضيفة على ما نحن عليه.... وما وصلنا اليه وكأن البعض منا يعتبر نفسه قوة عظمى ... يجب على العالم ان يقبلنا لانه من ظلمنا ... وعلينا ان نستعيد ما سلب منا ... وما تم التغطية عليه من خلال حالة الجمود وعدم القدرة على قراءة الخارطة السياسية الدولية وكيف تسير الامور والمواقف .
لا زلنا نقف طويلا أمام الفاصلة ! وامام الكلمة ! وامام الحرف ! كما عادتنا وتجربتنا ... وحتى لجاننا ... ولقاءاتنا وبياناتنا المشتركة .... وحتى جلسات حوارنا التي لم تفضي الى أي نتيجة عملية للتخفيف عنا واخراجنا من عمق الزجاجة التي طالما انتظرنا بها .
البعض يرى ان القدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطين بحدود الرابع من حزيران 67 أمرا مرفوضا ... وهناك من يرى انه أمرا مقبولا .... مع ان هناك العديد من البيانات واللقاءات قد أكدت على هذا الموقف الذي يقبل بالحل والتسوية .
ويرى البعض الاخر ان فلسطين من البحر الى النهر ومن رأس الناقورة الى رفح بمعنى فلسطين التاريخية ... ولا يرى هذا البعض امكانية ان يسجل عليه انه قد تنازل !!! فاما الكل !! واما رفض الحقوق ناقصة !!
هذه المواقف التي لا تستند الى قدرة التنفيذ .... في ظل اننا جميعا قد تنازلنا وبدرجات متفاوتة .... هناك بالتصريح .... وهناك بالتلميح .... لكننا يجب ان نتوقف أمام مفهوم التنازل بالمفهوم السياسي والاستراتيجي وعلى قاعدة الممكن والمتاح ... وما يجري حولنا وما تتحدث عنه الخارطة الدولية والشرعية الاممية ومواقف الدول .... فاننا سنرى في موقفنا السياسي والذي يتحدث عن دولة بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية أمرا مقبولا ومعقولا ومتاحا بفعل ارادة العالم وشرعيته وقوانينه ... وان عكس ذلك سيكون مدمرا .... ويضعنا بخانة أننا نريد تدمير دولة الكيان .... وبالتالي ينسجم هذا مع اسطوانة اعداءنا والتي يتحدثون عنها بكل مناسبة ... انهم بحالة الخطر الشديد وانهم يعيشون بمحيط عرب يكرهونهم وسيقذفون بهم بالبحر .... اسطوانة مشروخة ودعاية سوداء ... ما يكذبها وبنفي وجودها اتفاقيات سلام مع بعض الدول وعلاقات تطبيع مع دول اخرى ... وحضور لافت بمؤتمر وارسو مع العديد من العرب في ظل مشروع مخطط يراد تمريره تم تسميته بصفقة القرن !!!
قوة الحق اساس الموقف السياسي الثابت ... والذي يحدد امكانية القبول ... صحيح ان هناك قوة تاريخية قانونية يفصل بينها قوة مادية قائمة يتفوق فيها عدونا بحكم كيان قائم ومعترف به لكن بالمقابل لا زال قرار التأسيس الصادر عن الامم المتحدة رقم 181 والذي يعطي لنا ذات الحق بدولة فلسطينية غير مطبق حتى الان .... وهذا ما يجب علينا ان نواصل الطريق حتى يتم تنفيذه بصورة كاملة اضافة للقرار 194 والذي يعطي لنا حق عودة اللاجئين وتعويضهم الى ديارهم التي هجروا منها .
نحن ندرك ان الفرص محدودة .... وان المتاح اليوم .... قد لا يكون متاحا غدا ... وان المطلوب اليوم ... قد لا يفيد غدا ... وان الزمن ليس مفتوحا ومنتظرا قبولنا وحضورنا وان الاجيال لا تستطيع الحياة دون أمال وقدوة حسنة ... وان العالم يتغير ويتشكل بصورة متسارعة وبداخله محاور واحلاف ... ويجري بداخله مخططات ومؤامرات ومشاريع استيراتيجية تخدم مصالح البعض على حساب البعض الاخر .
شعار الديمقراطية السياسية اذا ما كانت عونا لبعض المجتمعات ... فانها مدمرة لمجتمعات اخرى لانها لا تتناسب والظرف السياسي والوعي المجتمعي وتصبح وبالا اضافيا على أي مجتمع .
نحن نسعى الى بناء مجتمع ديمقراطي في ظل تعدد الايدلوجيات والافكار لكننا فشلنا حتى الان برغم ما تحقق من انجازات .
وهنا لا بد ان نقر باخطاء كثيرة .... قد ارتكبت وان هناك صبرا كبيرا كان على فصائلنا والتي لا زالت لا تتعلم من دروسها المستفادة ولا تأخذ بعبر التجارب والتاريخ لدول وثورات وشعوب .
على صعيد الثورات الابرز منها الثورة الجزائرية وجبهة التحرير الجزائرية .. كما الابرز الفيتكونج ومقاومتهم للاحتلال الامريكي والذين شكلوا بتجربتهم درسا ثوريا عالميا يمكن الاستناد اليه والى تجاربه والنتائج المتحققة من هذه الثورات .
كما ان هناك دول يجب ان نأخذ العبر من ورائها والتي عملت على تحقيق مصالحها ولم تقبل لغيرها ان يتدخل بشؤونها ووصلت الى حالة الهدوء والتطور مثل ذلك ايران عندما وجدت نفسها بحالة الخطر والتهديد بفعل الحديث عن امتلاكها لاسلحة الدمار وقعت اتفاقا دوليا مع بعض الدول الاوروبية وأمريكا والامم المتحدة حتى تحمي نفسها وتواصل مسيرتها بما هو مسموح لها دوليا .. فهل ايران تنازلت ؟!!!
حزب الله لا يستطيع الخروج عن قواعد اللعبة المرسومة ما بين ايران وامريكا واسرائيل كما تركيا التي تتحرك بايقاع الدور الامريكي والمراد منه داخل المنطقة ... كما قطر تلك الدويلة الصغيرة والتي تمتلك قدرات مالية عالية تعمل على تنفيذ المطلوب منها وبما يخدم حماتها أمريكا واسرائيل وحتى ايران .
كوريا الشمالة دولة نووية وذات قدرات صاروخية وقد وجدت نفسها بعد توتر شديد انه يمكن ان تدير حوارا واتفاقا مع امريكا لتجنب اخطار كبيرة .
روسيا الاتحادية والتي عملت بايقاع دولة عظمى ذات حسابات خاصة واستراتيجية تطورت بفعلها حتى وصلت الى المياه الدافئة والى الوجود على الارض السورية وغيرها من دول البلقان .
كافة الدول والشعوب والانظمة تتبع بسياستها مصالحها واولوياتها والتي تخدم مجتمعاتها الا نحن وفصائلنا والذين لا نعرف ماذا نريد ؟!! ولا نستطيع ان نشكل خطابا واحدا موحدا لما نريد تحقيقه ... وان عرفنا ماذا نريد فاننا لا نعرف كيف يمكن التنفيذ .... حتى الانقسام الاسود ومحاولة الخروج منه نحاول ان نهدم القائم وكان القائم قد وجد بفعل هدية او منحة ويتناسى البعض ان القائم بفعل نضال شعب ... وتاريخ ثورة وتضحيات جسام كلفت الكثير حتى نكون تحت اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بكافة اماكن تواجده والتي شقت طريقها وبلورت برنامجا وطنيا سياسيا اوصل فلسطين الى الاعتراف الدولي والى الامم المتحدة والى رئاسة المجوعة 77 + الصين والتي تتكون من 134 دولة والتي اوصل فلسطين الى الجامعة العربية والى منظمة الوحدة الاسلامية والى المنظمة الافريقية والى كافة المنظمات والمؤسسات الدولية .
لقد وصلنا الى مرحلة متقدمة لا نقبل بالعودة الى المجهول .... في ظل حالة الارباك والتخبط التي تعيشها بعض القوى .... وحالة التناقض ما بين الفكر والسياسة والمواقف المراد اتخاذها وهذه تشكل ازمة في ظل ازماتنا ... التي تزداد والتي لا تقبل بالاعتذار .
الكاتب : وفيق زنداح