مؤتمر وارسو فشل بكل ما للكلمة من معنى

بقلم: عطاالله شاهين

رغم حضور المسؤولين العرب في مؤتمر وارسو، الذي يراد منه تحشيد تحالف دولي ضد إيران، ولكن حتى لا يفشل المؤتمر، على الرغم من فشله منذ البداية، إلا أنه أضيف على جدول أعماله توفير تجنيد سياسي للصفقة المعروفة إعلاميا بـصفقة القرن، ففي مؤتمر وارسو كما رأينا لم يحضر رؤساء دول عظمى، وهذه تعد ضربة للمنظمين للمؤتمر، لكن التمثيل الرفيع الدول العربية سار بحسب إدارة ترامب من أجل إقامة تحالف، كتحالف الناتو العربي، لكن هل غاية المؤتمر كانت حول نية الولايات المتحدة، ومع منها من التحالفات، لإرغام إيران على إجراء مفاوضات حول برنامجها النووي، وأن هدف تشكيل الحلف يكون مؤيدا لفرض عقوبات على إيران؟

الغريب في مؤتمر وارسو، والذي جاء كمقترح من الإدارة الأمريكية بهدف عقد اجتماع دولي، وذلك من أجل الضغط على إيران، على الرغم من أن دولا أوروبية لم تتشجّع لهذا المقترح أو لهذه الفكرة. وكما لاحظنا بأن المؤتمر بدأ يروّج لمستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط، ولكن في الحقيقة يروّج لصفقة القرن، التي ستعلن قريبا بحسب ما صرح به مسؤولون أمريكيون، ومن العجيب بأن هذا المؤتمر شاركت به دول عربية مع إسرائيل لمناقشة قضايا أمنية إقليمية، وهذا لأول مرة منذ محادثات مدريد في التسعينيات، ويعدّ حضور العرب بمثابة ضربة للفلسطينيين، الذين يرون في تطبيع بعض الدول العربية التي باتت تطبع على الهواء مع إسرائيل بمثابة صفعة لهم، لأن صفقة القرن، التي تروج لها أمريكا لن يقبلها الفلسطينيون فالفلسطينيون ما زالوا متمسكين بحلّ الدولتين، دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، فهذا الحلّ يعد حلّاً منطقيا، إذا أرادت إسرائيل السير فيه، لكننا على الأرض نرى تقويضا لحلّ الدولتين..

بقلم/ عطا الله شاهين