ليس انعقاد مؤتمر وارسو جاء بسبب تحشيد الدول العربية ضد إيران فحسب، ولكن أهداف انعقاد المؤتمر للترويج لصفقة القرن، التي باتت على ما يبدو تطبق على الأرض الفلسطينية المحتلة، من خلال إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ومرورا بإنهاء قضية اللاجئين، وإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية، ومحاولة فصل القطاع عن الضفة الغربية عبر حلول إنسانية من مساعدات لمليوني فلسطيني يعيشون تحت حصار، بعدما استولت حركة حماس على الحكم في قطاع غزة بالقوة قبل إثني عشرة عاما رغم محاولات إنهاء الانقسام الفلسطيني عبر جولات المصالحة بين حركتي حماس وفتح، ومن هنا فإن مؤتمر وارسو، الذي حضره مسؤولين رفيعي المستوى من الدول العربية هدف إلى إجلاس العرب مع رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو كفرصة للتطبيع مع دولة إسرائيل، والترويج للسلام الاقتصادي، الذي تريد الإدارة الأمريكية من خلال صفقة القرن تطبيقه على مناطق السلطة الفلسطينية، فمؤتمر وارسو رغم انعقاده، إلا أنه فشل، رغم أن انعقاده أتى لفرض عقوبات على إيران من خلال تشكيل حلف من دول عربية، ومن بين أهداف المؤتمر على ما بدا إبدال مبادرة السلام العربية، لكن الفلسطينيين لن يقبلوا بمخرجات المؤتمر، التي تروج لصفقة القرن، ومن هنا فإن الوحدة الوطنية الفلسطينية في هذا الوقت مطلوبة لإسقاط هذه الصفقة التي يراد منها إنهاء حل الدولتين..
بقلم/ عطا الله شاهين