اجتمع العالم في وارسو لحشد الرأي العام العالمي ضد إيران وحصارها اقتصادياً وسياسياً ، وأمريكا في هذا الحشد أرادت أن تجعل إيران هي الشيطان الأكبر في العالم ، لكن البوادر باءت بالفشل، لان هناك دولاً عظمى ودولاً عربية مهمة في الشرق الأوسط لها تأثير ودور مهم في ميزان القوى، رفضت أو امتنعت عن حضور هذا المؤتمر ، ورفضها مرهون بأن إيران ليست عدوة للعالم كما أعلنت أمريكا، وكان السبب الرئيس للاجتماع هو من اجل إيجاد حلول للشرق الأوسط، لكن تحولت البوصلة إلى إيران لإدانتها واعتبار إيران راعية للإرهاب .
إيران الآن في مرمى العالم ، النتن ياهو حاول التحريض ضد إيران وجعلها الشيطان الأكبر، باعتقاده أن إيران ستقضي على إسرائيل ، وحاول الاجتماع مع العرب لحشد هذا الرأي المرفوض، لان إيران صديقة للعرب ، بينما أمريكا تحاول إثبات العكس، وهكذا تصرف من قبل أعداء الأمة كان واضحاً عندما حشدوا العالم ضد العراق وأفغانستان، ودول كثيرة في العالم نالها الدمار في مثل هكذا مؤتمرات ، وكان قبل إيران فنزويلا التي رفضت إملاءات أمريكا وتدخلها في شأنها الداخلي ، ووقفت بوجه المعارضة الفنزويلية المدعومة من أمريكا.
هذا سبب واضح لفشل مثل هذا المؤتمر، أصبحت اللعبة الأمريكية مكشوفة للعالم ، بأن تحاول تقديم الدعم لحماية إسرائيل الهالكة، والإيرانيون يدركون هذه المؤامرة وفشلها منذ أربعة عقود مضت، وسياسة الحصار على إيران فاشلة ولن تنجح ، وما زالت إيران بتطور مستمر ، وكان هذا واضحاً من خلال وقوفها مع الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب ، وخرجت سوريا منتصرة بدعم العالم الحر لها سياسياً وعسكرياً ، أما اقتصادياً فكانت سوريا مكتفية ذاتياً برغم الحرب التي خاضتها لمدة تجاوزت الثماني سنوات.
وإيران بعد مرور أربعين عاماً على الثورة أعلنت عن قدرات عسكرية غير مسبوقة ، واختراع صواريخ متطورة جداً ، تقوم بتوزيعها على حلفائها في الشرق الأوسط ، وأعلنت سابقاً عن صواريخ تصل إلى كل مكان في العالم ، وأن القوات الأمريكية في مرمى صواريخها ، وتل أبيب هالكة لا محالة بمثل هذه الصواريخ.
روسيا مواقفها ثابتة ضد مؤتمر وارسو ولم تحضر هذا المؤتمر لأنه انحرف عن مساره لتقديم المساعدة للشرق الأوسط، وتحول إلى إيران الحليفة لروسيا، وسار على نهج روسيا بعض الدول العربية، ومنهم من كان مهمشاً في هذا المؤتمر .
بقلم/ مُحمد الكيلاني