في يوم السبت ٩ فبراير نقابات العمال والموظفين الثلاث الايطالية بمظاهره كبيرة يتجولون بالعاصمة الايطالية روما وذلك ضد الموازنة المالية للحكومة الحالية والتي هي غير ملائمة وغير مناسبة حسب رأي النقابات العمالية.
كالعادة وبكل فخر واعتزاز غادرت المنزل في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل لأصعد في الباص، حيث كانت النقابات قد حجزت عدداً من الباصات لنقل المشاركين في المظاهره ، بعدساعات وفي تمام الساعه التاسعة صباحا كنا جاهزين جميعا للمشارگه في هذا الحشد البشري .
كل منا يحمل رأيه وعلم النقابة التي ينتمي اليها ، اما انا فأخرجت علم فلسطين من حقيبتي ووضعته على عصا طويلة وأخذت موقعي في المسيرة التي كانت حوالي ٥كيلو مشيا على الأقدام.
أغلبية الرايات والاعلام للنقابات الثلاث كانت ذات اللون الاحمر، والأخضر والازرق حيث ان كل لون يدل على اسم النقابة وانتمائها السياسي ، اما انا فكان بيدي علم فلسطين .
طبعا علم فلسطين كان يختلف عن الاعلام الاخرى وكان مرتفعا اكثر من الاعلام الاخرى وكان حجمه اكبر من الاعلام الاخرى وكان يعانق سماء روما بفخر وكبرياء واعتزاز وكأنه يقول ها هي فلسطين موجودة ورايتها ترفرف في سماء العاصمة روما .
خلال المسيرة النقابية وحتى وصولي الى ساحة سان يوحنا مكان التجمع النقابي أوقفني ٥ مواطنين إيطاليون بطريقة منفرده وكان سؤالهم لي وبطريقة غير عاديه : علم اي دولة هذا الذي تحمله ؟
طبعا جوابي كان كالصاعقة ولكن بطريقة ادبية واخلاقية : هذا علم فلسطين ، بطلتوا تعرفوا علم فلسطين ، استحوا وأخجلوا على انفسكم . أسف معاك حق . هذا كان رده فعلهم جميعا.
بعد هذه الخبرة الغير جيده ابدا حسّيت بشعور غريب وفي طريق العودة في الباص الى البيت راحت بي الذاكره الى السنوات الماضية عندما كانت فلسطين تنادي كان ينزل في شوارع روما مئات الالاف من الإيطاليين يتظاهرون من اجل حقوق الشعب الفلسطيني ومن اجل قيام الدولة الفلسطينية على ترابنا الوطني واليوم هذا الشعب لا يتذكر حتى ألوان العلم الفلسطيني ، للاسف.
مما لا شك فيه ان المواطن الايطالي يعيش بظروف تختلف كليا عن الماضي، وان الأحزاب الايطالية المتضامنة مع قضيتنا لا يوجد لها وجود على الساحة وان الأحزاب الحالية الحاكمة لا تفف ولا تعرف شيء عن القضية الفلسطينية ولا تبدو مستعده لدراسة ملف هذه القضية ، طبعا وبدون شك ويجب ان نكون صادقين مع انفسنا ومع قيادتنا ومع شعبنا اننا نحن أبناء الجالية الفلسطينية ومؤسساتنا الوطنية هنا ايضا لم نقوم بواجبنا خير قيام لتبقى قضيتنا مفتوحة وحيوية كما كانت عليه في الماضي، فلنعود كما كنا في القرن الماضي ونثبت وجودنا وبدل رفع علم فلسطيني واحد فلنرفع الالاف من الاعلام ولنشارك في اي مظاهرة ومسيرة براياتنا وفي كوفيتنا لتبقى فلسطين في عيون وضمائر وقلوب الإيطاليين وقبل ذلك في قلوبنا وضمائرنا ونشاطاتنا اليومية .
بقلم/ د. ميلاد بصير