باب الرحمة وأغلال الحقد الصهيوني

بقلم: وسيم وني

مسلسل الإرهاب الصهيوني المستمر منذ اغتصاب فلسطين وتشريد شعبنا الفلسطيني عام 1948 حتى يومنا هذا ونحن نشهد الإعتداءات اليومية الصهيونية للمقدسات الفلسطينية الإسلامية والمسيحية وآخرها وضع الأغلال على باب الرحمة الإسلامي في الحرم القدسي الشريف رافقه إقفال أبواب المسجد الأقصى جميعاً والإعتداء الهمجي على المصلين وحتى اعتقال البعض منهم ومنعهم من الدخول إلى قسم المحفوظات والمخططات حتى وصلت همجيتهم إلى منع الدفن في المقبرة الوقفية في جزئها الجنوبي والإستيلاء عليه بمشهد يعكس البربرية الصهيونية .

طبعاً هذا الإعتداء سبقه اعتداءات كثيرة لا تعد ولا تحصى و أبرزها الإستيلاء على المدرسة التنكزية في باب السلسلة ، وماقام به الإرهابي المتطرف مايكل دنيس روهان عام 1968 من حرق للمسجد الأقصى وما تلاه من اعتداءات اعتداءات دموية على المصلين في مجموعة لفتا ومحاولة تفجير المسجد الأقصى، واعتداء المجرم إيلان غودمان بسلاحه الناري على المصلين ، ومجزرة الأقصى في عام 1990 والتي سقط فيها عشرين شهيدا في أقل من نصف ساعة ، ناهيكم عن سياسية الكيان الصهيوني وقطعان المتطرفين بدعم مخابراتي وبخاصة غرشون سلمون ويهودا غليك بخرقهم المستمر لحق المسلمين المطلق والوحيد في المسجد الأقصى في كل مناسبة دينية وحتى غير دينية مثل البوابات الإلكترونية.

كل هذه الإعتداءات البربرية لم تقتصر على المسجد الأقصى وباحاته وأبوابه وكل ما فيه بل تعدت ذلك لتطال المساجد الآخرى في فلسطين وكان أبرزها الحرم الإبراهيمي في الخليل والإستيلاء عنوةً على جامع بلال ابن رباح في بيت لحم تحت حجة أنه قبر راحيل، ومقام نبي الله يوسف في مدينة نابلس بحجة صلته بالنبي يوسف عليه السلام والقائمة تطول .

وهاهي سلطات العدو الإسرائيلي تتمادى في اجراءاتها والتي تستهدف باب الرحمة والساحة التي أمامه، فبعد اغلاقه منذ عام ٢٠٠٣، وتجديد هذا الاغلاق بين فترة وأخرى ووضع حراسة عليه من قبل شرطة العدو قامت مؤخراً بوضع أقفال جديدة على الباب، مما أثار أهالي المدينة والمؤسسات الدينية وكل المؤسسات المدنية،وأدت ردة الفعل من مواجهات واعتقال قوات العدو لأبناء شعبنا الفلسطيني، وكل ما يتم اتخاذه من قبل سلطات العدو الإسرائيلي يهدف إلى الإعداد لتقسيم المسجد الأقصى مكانيا بعد ان قسمته زمانيا، من خلال اغلاقه أمام المسلمين لساعات في النهار والسماح لقطعان المستوطنين بالدخول إليه خلال هذه الساعات واقامتهم صلوات تلمودية في باحاته في محاولة يائسة إلى اقامة كنيس يهودي في ساحة باب الرحمة، ليتم بذلك تقسيم الحرم الشريف مكانيا، وهي استخدمت وتستخدم بذلك سياسة الخطوة خطوة، وتستغل الظروف وتعمل على تهيئتها لتنفيذ هذا المخطط الشيطاني .

ومنذ إعلان إدارة ترامب المتصهينة بأن القدس عاصمة لدول الاحتلال وقيامها بنقل السفارة الاميركية اليها، وسلطات العدو الاسرائيلي تسابق الزمن من أجل استكمال تهويد القدس، وتقسيم المسجد الأقصى وصولا في نهاية الأمر إلى هدمه واقامة الهيكل المزعوم ، ونحن في طريقنا إلى كارثة حقيقة وهي إقامة كنيس يهودي في وسط الأقصى اسمه كنيس باب الرحمة وتعد منطقة باب الرحمة بالنسبة للمتطرفين الصهاينة، هي أفضل من ساحة البراق ، لأنها تقع بجوار ما يطلقون عليه قدس الأقداس (مسجد قبة الصخرة)، خاصة بعد تحويل القصور الأموية التي تقع بمحاذاة الأقصى من الناحية الجنوبية، إلى مطاهر للهيكل وحدائق تلمودية .

فباب الرحمة باب من أبواب المسجد الأقصى القابع في مدينة القدس المحتلة، وهذا المسجد بكل أبوابه وباحاته وساحاته ولوواينه ومحاريبه ومصاطبه ولواوينه بناء وفناء يملكه الشعب الفلسطيني والإسلامي والعربي وليس للعدو الإسرائيلي أي حق فيها لا استعمالا ولا إدارة ولا تملكا ولا أمنا.

وبات واضحاً بعد أكثر من خمسة عقود زمنية لإغتصاب فلسطين أن المدينة المقدسة ومسجدها الأقصى بات في خطر دفين حقيقي من قبل سلطات العدو ونحن لا ننتظر منه عدلا ولا حيادية لذا بات لزاماً على السلطات المعنية العربية والإسلامية مراجعة الأمم المتحدة لتتخذ قرارا بحماية شعبنا الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك، أو أن تتو جه لمحكمة العدل الدولية لتتخذ رأيا إفتائي بخصوص القدس والمسجد الأقصى، أو الأمرين معا، وإذا كان الأمر لا يدرك كله لا يترك جله!!!

وأخيراً نحن علينا مسؤولية كبيرة ومطالبون بدل التهافت المخزي للتطبيع البغيض والتسابق إليه إلى إتخاذ إجراءات رادعة لمقاطعة العدو الإسرائيلي في المحافل الدولية والضغط على الدول المختلفة لتشكيل قوة فعلية ضد هذه الممارسات الاحتلالية ودعم المقاومة ضد العدو الإسرائيلي بكافة أشكالها ، فنحن الآن نتعرض لمعركة مفصلية ومصيرية تهدد قضيتنا الفلسطينية في ظل استمرار العدو الإسرائيلي بإجرائته رغم كل ما يقوم به أبناء شعبنا من خطوات عملية لمقاومة العدو الإسرائيلي وإجراءاته، وهذه المعركة تتطلب كما قلنا اتخاذ خطوات ميدانية واضحة لمواجهة هذه التحديات...!! وإنهاء الإنقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية وتشكيل قوة ردع ضد الكيان الصهيوني وحلفائه .

بقلم/ د. وسيم وني