يبدو بأن مراهنة الأكراد على واشنطن لم تكن في موقعها، إذ تستعد واشنطن للانسحاب الأمريكي من سورية، وذلك بإدعاء أن تنظيم داعش انهزم فيها، ولا شكّ فإن الفضل في هزيمة تنظيم داعش يعود للأكراد، الذين استطاعوا دحر التنظيم، الذي جُلّ عناصره من دول أجنبية، وهنا يمكن القول بأن التنظيمات الكردية وفرت لواشنطن ادعاءها بمواجهة تنظيم داعش حتى أتى إنتهاء دورها في جيب قرية الباغوز، لكن هناك من يرى بأن التنظيمات الكردية تمكنت من توفير الاستناد لواشنطن ولحلفائها في طموحات سعت منذ البداية إلى تفتيت سورية من أجل أن يكون سلاما في منطقة الشرق الأوسط مع إسرائيل، ولكن كما رأينا ونرى التغيّر الجاري في موازين القوى، والتي بدت صادمة للأكراد في سورية، ما جعل المجلس العسكري لقوات سوريا الديمقراطية يعتقد بأن مستقبل الأكراد في سورية على ما يبدو ليكون في العلاقة مع حكومة دمشق بحسب ما صرح به الرئيس السوري بشار الأسد، وأن الحل للأكراد ضمن الحوار في إطار سوريا الموحّدة.
فأحلام الأكراد في إقامة كيام لهم في شمال وشرق سورية تصطدم بعراقيل من خلال تخلّي واشنطن عنهم، ولا خيار أمامهم سوى الحوار مع دمشق، فالأكراد كانوا مدافعيين عن سورية من قبل هجمات وغزو تنظيم داعش لسورية، وهذا يسجّل لهم، لكن كما نرى بعد انسحاب واشنطن من سورية يطرح سؤال أين يجد الأكراد أنفسهم؟.
بقلم/ عطا الله شاهين