الأسير المحرر تيسير سمودي بعد“ 23“ عاماً يتنسم عبير الحرية

بقلم: سامي إبراهيم فودة

قال تعالى: "وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ" صدق الله العظيم

رجال أشداء أقوياء شامخون في عرين الأسود,صابرين مرابطين قابضين على الجمر,رغم مرارة السجن وجبروت السجان,إلا أنهم لا زالوا يتمتعون بروح معنوية عالية تعانق هاماتهم عنان السماء,ولم يستطيع الاحتلال المتغطرس أن يكسر شوكتهم أو يضعف عزائمهم أو يزرع اليأس في نفوسهم,

بحمد لله أفرجت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية مساء يوم الخميس الموافق 21/2/2019م عن الأسير المحرر البطل / تيسير نجيب سمودي"64عاماً" أحد عمداء الأسرى في سجون الاحتلال من"إيشل"في سجن بئر السبع ووصل إلى حاجز عسكري الظاهرية في الخليل، بعد انتهاء محكومتيه البالغة "23" عاماً.

واحتفاء بيوم الأسير المحرر البطل/ تيسير سمودي فقد استقبلته عائلته ورفاقه وأصدقائه وجماهير غفيرة من أبناء شعبنا الفلسطيني على حاجز الظاهرية جنوب الخليل واحتشدت في المكان وسط هتافات وزغاريد تمجيداً بنضالات الأسير وابتهاجاً بتحرره من سجن بئر السبع,ونقلوه في مسيرة محمولة إلى مسقط رأسه في بلدة اليامون غرب جنين,حيث تم تنظيم حفل استقبال حاشد له.

وبهذا العرس الوطني الفلسطيني لا يسعني في هذا المقام الرفيع,إلا أن نسلط الضوء على سيرة عطرة للأسير البطل المحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي...

- الاسم/ تيسير نجيب سامي سمودي" 64عاماً "أبو الشريف"

- مواليد/ 30 تشرين الأول 1955

- الحالة الاجتماعية / متزوج وأب لأربعة أبناء وهم/ شريف- وشروق- وشعاع- وشموع- حيث كبروا وتزوجوا في فترة سجنه،وغدا له أحفاد ينتظرون ما تبقى من أيام ليطووا صفحة الاعتقال معه، ويمضي ما تبقى من عمره في جو أسري دافئ.

- مكان الإقامة/ من بلدة اليامون قضاء جنين،

- التهم الموجة له / المشاركة في عمليات عسكرية أدت إلى إصابة العديد من الإسرائيليين بجراح .

- مكان الاعتقال/ "ايشل" سجن بئر السبع

- تاريخ الاعتقال/ 22/2/1996م- تاريخ الإفراج 21/2/2019م

- الحكم/ بالسّجن لـ (23 عاماً)

الحالة الصحية للأسير/ تيسير سمودي

مازال الأسير المحرر/ تيسير سمودي يعاني من عدّة أمراض منها وعلى سبيل المثال لا الحصر, شلل بإحدى رجليه نتيجة تعرضه لجلطة في عام 2008 ويعاني من مشاكل صحية في شرايين القلب و"ديسك"وصعوبة في التنفس، ولديه مياه على الرئتين وفقدان النظر بإحدى عينيه،نتيجة الاستهتار والإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال،وعدم تلقيه العلاج والمتابعة الكافية

كيفية اعتقال الأسير/ تيسير سمودي

بدأت قصة المعتقل السمودي في (22-1-1996) حين تم اختطافه من قوات الاحتلال أثناء نقله بسيارة أمنية تابعة لجهاز الأمن الوقائي من سجن جنين إلى سجن أريحا التابع للسلطة الفلسطينية,حيث تم إيقاف مركبة الأمن الوقائي على مدخل أريحا واعتقاله من داخلها ونقلته إلى سجن الجلمة داخل أراضي 48,وقد خضع للتحقيق قاسي داخل أقبية التحقيق وحكم عليه بالسجن 23 عامًا.

وتضمنت لائحة اتهام السمودي،مسؤوليته عن هجوم بالعبوات الناسفة على معسكر السعادة لجيش الاحتلال عام 1995، ولم يكن المعسكر حينها قد تم إخلاؤه وتسليمه للسلطة الفلسطينية، وكذلك إصابة جنديين بجروح بليغة في كمين لدورية للاحتلال قرب بلدة النزلة بطولكرم،عدا عن كمائن إطلاق نار على دوريات للاحتلال في المنطقة أربكت الاحتلال في تلك الفترة, حينها لم يكن بحسبان الاحتلال أن السمودي هو من نفذها بشكل فردي ومن خلال مجموعة ذاتية أسسها من أقاربه وبسلاحه الشخصي,ما شكل صدمة للاحتلال بأن يكون هو من قام بذلك في الوقت الذي كانت تذهب فيها التقديرات الأمنية لحسابات أخرى.وقد عاش الأسير السمودي سنوات قاسية من مراحل اعتقاله قضاها متنقلاً بين السجون الإسرائيلية أو في الزنازين الانفرادية وقد خاض العديد من معارك الأمعاء الخاوية مع الأسرى البواسل في السجون.

مبروك الحرية للأسير البطل/ تيسير سمودي- أبو الشريف

نسأل الفرج القريب العاجل لكل أسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات من سجون الاحتلال

بقلم/ سامي فودة