اوقفوا تنفيذ احكام الاعدام بمصر

بقلم: سهيله عمر

انا لا احب التدخل في الشأن الداخلي للدول. لكن تنفيذ احكام الاعدام بالجمله هذا الشهر في مصر لا يجعل اي مجال للحياديه ارضاءا لوجه الله.
من وجهه نظري ارى الشعب المصري من اذكى شعوب العالم واكثرهم احساسا ورحمه. قد يصبر على الفقر و غلاء الاسعار. وقد يصبر على الفساد الاداري والمالي. وقد يصبر على ان يحكمه رئيس لثلاثين سنه او اكثر بانتخابات صوريه. لكنه لن يصبر على ان تزهق ارواح بريئه من ابناءه لدواعي سياسيه.
اوقفوا تطبيق احكام الاعدام. وانا اطالب بهذا في مصر وغزه وكل دول العالم. في كافة دول العالم يحرم تنفيذ اي احكام اعدام اليوم. فما بالكم ان تنفذ في بلادنا التي تعج بالصراعات على السلطه وقضاءنا مسيس.
اذكر انه احد الاطباء الاوربيين بمجرد ان قلت له انني فلسطينيه، اول شيء فكر ان يسألني عنه لماذا تنفذون احكام الاعدام في الشرق الاوسط فهذا ضد الاعراف الانسانيه . تنفيذ احكام الاعدام هو اكثر ما يقزز العالم المتقدم ضد الدول الاسلاميه وهو ما يأخذونه علينا لانه ضد الاعراف الانسانيه.

والله لم ارى أي سحنه للاجرام على وجه أي من اعدموا. احكام الاعدام تنفذ ببساطه على سبيل القمع. ولكن في مصر هذه الاحكام ستتسبب في هيجان وثوره الشعب وليس قمعه لانه شعب اجتماعي وذكي ويعيش على القيل والقال، ومن ثم يعرف حيثيات القضيه اكثر من القضاه انفسهم، ويدرك براءه من تم اعدامهم من عدمه. الشعب المصري لا ينسى حقه، فتجنبوا ثوره الشعب بسبب فقدانهم ابنائهم ظلما
ما معنى ان يحكم بالاعدام على قيادات الاخوان لانهم هربوا من السجن وانتم من سمحتم لهم بدخول الانتخابات البرلمانيه والرئاسيه ودعمتموهم للفوز بها وانتم تعرفون انهم قد هربوا من السجن. وكنتم تقولون انهم سجنوا ظلما. هل كان الهدف اخراج قيادات الاخوان للضوء لاعتقالهم جمله ومن ثم اعدامهم ؟؟ لا ارى الا هذا التفسير
ما معنى ان يحكم بالاعدام على قيادات الاخوان بتهمه التخابر مع قطر وحماس. ما مفهوم التخابر من وجهه نظركم ؟؟ هل عقد ندوه في قطر تخابر ؟؟ هل التعاون الثقافي او الاعلامي او المالي مع قطر تخابر ؟؟ هل فتح مشروع بقطر تخابر ؟؟ هل التزاوج بين المصريين والقطريين تخابر ؟؟ هل العمل او الدراسه في قطر تخابر ؟؟ هل اصبح التواصل مع اسرائيل حلال والتواصل مع قطر حرام مثلا ؟؟
ما الضمانات ان من يتم القبض عليهم بعد العمليات الارهابيه هم فعلا من قاموا بها بينما لا يوجد فيديو واحد بوجودهم بمسرح الجريمه. هل اعترافاتهم التي ممكن ان تتم تحت التعذيب في اي جهأز امني بالعالم دليل كافي. ولماذا لا تكون المخابرات المصريه متورطه بهذه العمليات لالهاء الناس عن غلاء المعيشه وتعويم الجنيه المصري كما يشاع في الشارع المصري. اتهام اشخاص بالقيام بعمليات ارهابيه ليس سهلا ويحتاج جهات تحقيق محايده بمشاركه مراكز حقوق الانسان.
هل الحواجز التي لا تعد وتحصر التي تقام في سينا وقطع الاتصالات عن الناس بسينا بهدف ارهاق الناس فيها، واخلاء المناطق المجاوره من غزه للعريش من السكان، هو ما سيمنع الارهاب في سينا. الم تتعلموا من اسرائيل الا اليات القمع التي تمارسها فقط ضد الفلسطينيين كالحواجز والاعتقالات والتهجير. لكن اسرائيل تنفذ هذه الاليات ضد الفلسطينيين بينما توفر كل سبل الرفاهيه للاسرائليين وتكافئهم ايضا على اخطائهم. ام لا تعلمون ذلك؟؟
ومن هنا اناشد النظام المصري بايقاف تنفيذ احكام الاعدام وتحكيم العقل والنزاهه ومعايير الانسانيه في قراراتها.


[email protected]