حتى لا نغرق !!!

بقلم: وفيق زنداح

ما يجري تسريبه عبر بعض وسائل الاعلام حول امكانية حدوث انفراج في ملف المصالحة بفعل الجهود التي تقوم بها مصر الشقيقة لأجل انهاء الانقسام .... وايجاد المخرج الوحيد والممكن الذي يمكن بمقتضاه مواجهه كافة التحديات وايجاد الحلول لكافة الازمات التي تزداد بمصاعبها وتحدياتها .
حركة فتح والتي تقود المشروع الوطني الفلسطيني وبجماهيرها الواسعة والممتدة داخل الوطن وخارجه تعمل جاهدة على الاستمرار بالدفع بالمشروع الوطني الفلسطيني القائم على الثوابت الوطنية من خلال مؤسسات الشرعية الوطنية الفلسطينية والمحافظة على المكتسبات الوطنية بمجملها .
حركة فتح بالأساس تمثل روح ومضمون المشروع الوطني والذي يعبر عن القدس العاصمة كما الدولة المستقلة ذات السيادة بحدود الرابع من حزيران 67 وهي ذاتها الحركة القائدة التي لا تقبل بانفصال أي جزء من الارض الفلسطينية وعلى رأسه قطاع غزة .... باعتباره جزء من الدولة الفلسطينية ...كما لا تقبل باستفراد الاحتلال الاسرائيلي وأمريكا بأي فصيل فلسطيني .
حركة فتح حامية المشروع الوطني والمدافعة عن شعبها باعتبارها القائدة التي لا تقبل بانقاص الحقوق ..... ولا بضياع التضحيات التي تم تقديمها عبر مشروع نضالنا الطويل .
فتح التي تواجه بوضح النهار كما بعتمة الليل بأزقة المخيمات وفي قلب المدن وحتي في أزقة القدس وبواباتها .....كما تدافع وتناضل عبر أروقة السياسة والغرف المغلقة لايمانها بحتمية الانتصار واعادة الحقوق المسلوبة وعدم القبول بأي انقاص للحقوق والاموال وحتي للأرض والمقدسات .
هكذا كانت فتح منذ بداياتها الاولي ..... وحتى يومنا هذا .... وستبقي مؤمنة بدورها وبمشروعها وبشعبها وبثوابتها وبوحدتنا الوطنية كفيصل حاسم وخيار وحيد لا مناص منه ...ولا قبول بغيره .
حركة فتح لا زالت تري بالمصالحة الوطنية أمرا ضروريا وحتميا وملزما لمواجهة كافة التحديات ولا تقبل فتح باستمرار حالة الانقسام وتدعم كل جهد مصري شقيق لأجل اتمام المصالحة وانهاء الانقسام وحتي تستطيع فتح ومعها كافة القوي السياسية وشعبنا الفلسطيني داخل الوطن وخارجه وعلى رأسه الرئيس محمود عباس من مواجهة صفقة العار الامريكي الذي يجري طبخها واعدادها للاعلان عنها ما بعد الانتخابات الاسرائيلية .
وكما فتح التي تسير بكل جد ومثابرة على انجاز المصالحة ....وانجاح الجهد المصري الشقيق لمواجهة كافة الاخطار المحدقة بقضيتنا .
كان على الجميع من القوي السياسية أن يتسلح بثوابت فتح وسياستها وكيفية تعاطيها مع القضايا الوطنية في ظل أزمات وتحديات تزداد بمصاعبها .
الجميع يعيش الازمة فتح وحماس وكافة القوي وهذه الازمة التي تزداد بضراوتها وصلت الي مرحلة خطيرة تتطلب المزيد من الوعي الوطني والحكمة السياسية .... والقراءة الموضوعية والمتوازنة ..... وأن لا يسمح بمحاولة الهروب الي الوراء من خلال عدم أداء المسئولية الواجبة بالتكاتف والتوحد .
فما يجري على الساحة الفلسطينية ومن خلال بعض القوي محاولة للهروب .... ومحاولة للتنصل من المسئوليات .... ومحاولة للزج بالقضايا الجانبية والمصالح الفئوية على حساب القضايا الوطنية العليا .
حكمة القوي السياسية وقدرتها على القراءة الموضوعية بعد أن أحدثت الكثير من الفشل .....لا يجب عليها محاولة التهرب للخلف ....ومحاولة خلط الاوراق وحتي استخدام التطاول غير المبرر وغير المقبول ...فالشرعية الوطنية الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس قائمة وثابتة ومتمسكة بمشروعها الوطني ....ولا تقبل بالتنازل ... ولا بالمساومة ... وتعمل بكل جهدها على قول ( لا ) لأمريكا واسرائيل ولكل من يريد التدخل بشئوننا الداخلية لأن استقلالية القرار الوطني كانت تضحياتها كبيرة ..... والتاريخ يسجل هذه التضحيات .
مصر الشقيقة التي لم تألوا جهدا لإتمام المصالحة وانهاء الانقسام لا زالت على عهدها وفعلها الواجب لإنهاء هذا الانقسام بما يسببه من أضرار وأزمات وكوارث تؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة على المشروع الوطني التحرري بكافة مرتكزاته وثوابته ..
مصر بمساعيها الدائمة والمستمرة لا زالت على ثقة مطلقة بأن القوي الفلسطينية ستخرج من حالة العقم .... والانغلاق السياسي .....وحالة المراهنة على المتغيرات التي يمكن ان تحدث لصالح طرف دون الاخر .
الجميع بقارب واحد ...وليس هناك من مجال ومن داعي للخروج من هذا القارب .... لأن الخروج منه يعني الغرق والضياع وفقدان الامل ..... فهل يمكن أن يكون بيننا من يساهم بمثل هذا القول ؟!
الكاتب : وفيق زنداح