للمرة الاولى وعلى ارض مصر الكنانة وبمدينة السلام شرم الشيخ تعقد القمة العربية الاوروبية تحت شعار الاستثمار في الاستقرار والذي تشارك به 50 دولة عربية واوروبية .
حدث هام وتاريخي بهذا اللقاء العربي الاوروبي بحكم الجوار والمصالح المشتركة والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك حيث سيتم البحث بكيفية تحقيق الاستقرار بالمنطقة ومخاطر الارهاب وعملية السلام بالشرق الاوسط وموضوعات الهجرة غير الشرعية ... وتدفقات اللاجئين الى داخل اوروبا والذي يمكن من خلال هذه الملفات والقضايا الاستراتيجية تحقيق مصالح مشتركة بتعزيز العلاقات ما بين المنطقة العربية والاتحاد الاوروبي ودفع التعاون في مجالات التجارة والاستثمار ... الهجرة والامن بالاضافة الى الوضع بالمنطقة .
البحث في قضايا استراتيجية منها حماية النظام الدولي متعدد الاطراف ... والمناخ الاستثماري والتعليم اضافة الى النزاعات الساخنة في ليبيا وسوريا واليمن والصراع العربي الاسرائيلي .
قمة تاريخية سيكون لها ما بعدها بحكم توصيات وقرارات وتوجهات استراتيجية في السياسة والاقتصاد وبكافة المناحي الاجتماعية والامنية وكيفية الشراكة في مواجهة الارهاب التكفيري التي انتشر في الاونة الاخيرة لاجل ضرب الاستقرار والامن داخل الدول والعمل على تهجير السكان من مناطقهم .
كانت كلمات الرؤساء والملوك في هذه القمة تتحدث حول العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية .
لكنني ساتحدث في موقف مشترك حول ان السلام والاستقرار هو المحرك الاساسي والاستراتيجي للدفع بالاستثمار لتعزيز الاستقرار وهذا ما يشكل ألية عمل مشترك ومخطط استراتيجي لانهاء كافة اشكال النزاعات وتحقيق الامن والاستقرار حتى تسير الامور باتجاهات تنموية اقتصادية وعلاقات سياسية متوازنة يتحقق من خلالها مصالح مشتركة واغلاق كافة الابواب على تجار الموت وأهل الشر المتاجرين بمصالح شعوبهم واستقرار دولهم .
تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي حول اهمية الاستقرار والسلام باعتبار ان حل المشكلة الفلسطينية وتحقيق مشروع حل الدولتين هو المدخل للامن والاستقرار وانهاء كافة مؤامرات اهل الشر التي يحاولون من خلالها تخريب أمن واستقرار الدول وبالتالي زيادة الاعباء والازمات داخل المجتمعات ومصاعب تحقيق أي تقدم في ظل عدم الاستقرار وتوفر الامن كما أكد الرئيس السيسي ان قضية فلسطين هي قضية العرب الاولى وهي بالتالي قضية مصرية تعمل مصر بكل جهودها وسياساتها على الدفع بالقضية الفلسطينية لاجل تحقيق مفهوم حل الدولتين واقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية بحدود الرابع من حزيران 67 .
كما أكد جلالة الملك سلمان ملك المملكة العربية السعودية على ان فلسطين قضية اولى وهي قضية سياسية تحتاج الى جهد ومشاركة الجميع لاجل تجقيق حل الدولتين ودعم الشعب الفلسطيني بكافة السبل والامكانيات كما كانت القدس قضية اساسية يجب المحافظة عليها باعتبارها ترمز للملايين كما تؤكد على الحقوق التاريخية والوطنية للشعب العربي الفلسطيني .
كما كانت كلمة رئيس دولة فلسطين الرئيس محمود عباس الذي يتحمل بمسؤولياته اعباء قضية يقف الجميع مساندا له حول رؤيته السياسية لمفهوم حل الدولتين ... كما رؤيته حول ضرورة التعاون الاوروبي العربي من اجل ايجاد الية دولية لمؤتمر دولي يساعد على انهاء الصراع وعدم استمرار تحكم الولايات المتحدة .
كما ان الرئيس عباس وكعادته لا بترك فرصة الا ويتحدث عن تمسكه بمبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت بالعام 2002 كما رفضه المطلق لكافة المشاريع التي لا تؤدي الى دولة فلسطينية بعاصمتها القدس بحدود الرابع من حزيران 67 كما يؤكد الرئيس عباس على ان خيار السلام خيار قائم ومستمر واستراتيجي ... وان فلسطين وشعبها هم شركاء السلام والامن ولن يكونوا شركاء في اثارة النزاعات كما اكد الرئيس عباس على الرفض المطلق لما يسمى لصفقة القرن .... كما الرفض للتطبيع مع دولة الكيان واهمية التمسك بمبادرة السلام العربية .
نتيجة القمة وان كانت على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الا انها يجب ان تكون فاعلة في احداث شبكة أمان مالي للشعب الفلسطيني في ظل تجاوزات الاحتلال والقرصنة التي يقوم بها باستقطاع مال الشعب الفلسطيني .
نتائج هذه القمة العربية الاوروبية ستكون خيرا وسلاما لامكانية عملية لوضع اليات شراكة استثمارية تعود بالنفع على الجميع ... كما انها ستكون قمة بنتائجها منظمة لحالة الهجرة ووقف كافة اشكال الهجرة غير الشرعية .
تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية ما بين المنطقة العربية واوروبا تشكل فائدة اقتصادية ذات جدوى بحكم التقارب والمصالح المشتركة وهذا ما يشكل اساسا عمليا للمصالح المشتركة .
القمة العربية الاوروبية وان تحدث كقمة اولى على الارض المصرية وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي تعتبر خطوة هامة واستراتيجية سيكون لها ما بعدها لإحداث الكثير من التطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بما يحقق معدلات اعلى للاستثمار المشترك .
بقلم/ وفيق زنداح