ما يُقدِّرُهُ مستحيلاً، نراه نحن مباحا ، فإن خدَّم مُخَيَّخه لَظهر له الحل متاحاً ، فيبيت ليلته مرتاحاًً، بدل حلم تمرُّغه في دم من قتلتهم ظلماً وما استعملوا في مواجهته سلاحا ، بل مطلباً شفوياً أصمَّ إذنيه رغم مشروعيته ذبحه ذبحاً ، ما نزف على اثر الفاعل من رقبته دماً ًبل هو سائل في لون القار أبان بالدليل القاطع أنه ليس إنساناً مَكْمُولَ الإنسانية بل أي شكل من أشكال الحياة استوطن شبحاًً ً، اعتلَى الشحوب محياه ليصبغ مظهره بألم مَن اتخذها جراحا ، أتخن بها جسده مجازاً مَن يصف حقيقة وضعه الآني مطروحاً ، في أسوا مطرح منتج للتلوث .. بِنَاءُ أعْشاشِ المقدوفين فيه (بقرار صادر عن محكمة التاريخ) أضحى مسموحاً ، ليتحوَّل مزارا متى طلع على السودان صباحا ، ما يُشْرِقُ حريةً وعدالة وأمنا حقيقياً وما يجعل من أرض السودان الحبيبة للكرامة الإنسانية مسرحاً.
ماذا فعلت الشهيدة عاكفة خاطر حتى يقطع أنفاسها "المشير المتَجَبِّر" ، عمرو البشير ، اغتالها ليظل ذاك المستعمر ، لزعامة دولة أصبحت في عهد حكمه لا ينقصها سوي لفخامته (صباح كساء) تُزَمِر ، إن ثارت عليه افرغ رصاص عسكره المغلوبين على أمرهم المساقين من لدن مغامر، عليهم وسواهم يلعب دور المتآمر ، لصالح من أبرم معه اتفاقية بيع يشتري بمقتضاها الحماية لنفسه متى جد الجد وعايش قرب بوم ليس له نظير ، إن بلغت روحه حبل الوريد كي لجهنم تطير ، رأى وجه الشهيدة "عاكفة خاطر" ، فرحة بمقامها الدائم الأخير ، جنة الرحمان العادل الحق القادر القدير. لحظتها لن ينفعه ندم ولن يغنيه عن القصاص أي كلام وكل ما يتركه من ذكريات دموية تلصقه إلى يوم النشور ببئس المصير .
بقلم/ مصطفى منيغ