لست من ركاب موجات النقد الذاتي التي تتبع الهزائم والنكسات، والتي تسهم في زعزعة القناعات والتشكيك في واقعية الشعارات والأهداف التي رفعتها قوى التحرر العربية، فضلاً عن صوابيتها. اعتقد وبوحي من فضيلة النقد الذاتي، أننا مسؤولون عمّا أصابنا من ويلات ومحن، لعدة اسباب مجتمعة، منها اننا لم نفهم العالم المعاصر وموازين القوى التي تحكمه. كما نحن مسؤولون عما أصاب أحزابنا وقوانا وفصائلنا، فكل "الأحزاب والقوى والفصائل تفقد حافز وجودها لو توقفت عن تجديد نفسها". ويودي بها الحال الى التقوقع والتكلس ...
تجربتي الذاتية في صفوف العمل الوطني الفلسطيني، بحاجة لوقفة نقدية، وقد تكون قصة تحوّلٍ من البراءة إلى الراديكالية، ومن الراديكالية إلى التساؤل، منطلقاً من ايماني بالحوار كأداة، والدماثة سلاح، والحجة المُقنعة، وكل ماساعدني على تطوير ملاكاتي الفكرية والسياسي، والتي زادتني قوة وقناعة بالثورة واهلها، فكل من ساهم ويساهم بمسة هذه الثورة، عليه أن يصبح بعد حين من المراس والعمل، ومايمتلكه من قيم ومبادىء : قديس ثورة.
عودة للوراء قليلاً كي نقفز الى الأمام ... وهذا هو الامتحان الأعظم لصدق النوايا وجدارة القيادة. كما في اعادة تقييم الرؤى والأفكار، وإخضاع النصوص للنقد، وتجاوز هيمنة الوعي العقائدي والاستبداد الإيديولوجي، وقد أثبتت تجارب الشعوب عجز وفشل المنظومات المعرفية الأحادية ذات الميول الشمولية عن استغراق ودراسة وتحديد الواقع المتنوع، وتحديد ميوله التطورية وصيرورته التاريخية.
بقلم/ علي بدوان