أظن أن الكثيرين من أبناء مخيم اليرموك، وخاصة منهم من التزم بالعمل السياسي والتنظيمي والعمل المجتمعي والمؤسساتي العام، يعرف (أبو أحمد الترشحاني)، الملقب بــ (أبو أحمد الهدف)، القاطن في شارع دير ياسين مقابل الكتلة الأولى من مدارس وكالة الأونروا، حيث يقع منزله المقابل لبوابة مدرستي نمرين والنقب.
تجاورنا في السكن باليرموك مع عائلة والده المرحوم الحاج أبو العبد، واشقائه، أبو هيثم وعلي .... (أبو أحمد الهدف) من أجيال الرعيل الأول في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة في مخيم اليرموك، ومن الذين انتموا للمدرسة القومية، مدرسة حركة القوميين العرب ومؤسسها الدكتور جورج حبش، فبقي على التزامه السياسي والتنظيمي حتى رحيله قبيل اندلاع الأحداث في سورية.
غاص المرحوم أبو أحمد الهدف في مغطس العمل الوطني الفلسطيني بكل تشعباته، وفي مراحله المختلفة، التي مرت بالتواءات وانعطافات كبرى، ومنها ماوقع حين دبت الخلافات والتباينات في صفوف الجبهة الشعبية بشأن تقييم المرحلة الأردنية في العمل الفلسطيني والتي انتهت بالخروج العلني للمقاومة من الساحة الأردنية نهاية العام 1971، وفي حينها خرج (أبو احمد الهدف) من صفوف الجبهة الشعبية مع المجموعة التي اطلقت على نفسها مُسمى "الجبهة الثورية لتحرير فلسطين" عام 1972، بقيادة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية العراقي أحمد فرحان (أبو شهاب). لكنه وكغيره عاد للجبهة الشعبية بعد عدة أشهر، مع من خرج من الجبهة الشعبية تحت عنوان "الجبهة الثورية". كما يُسجل له أنه كان من المقاتلين في حصار بيروت صيف العام 1982 بالرغم من تجاوزه لعمر الــ 60 عاماً في ذلك الوقت. لقد تم اطلاق لقب (أبو أحمد الهدف) على (أبو أحمد الترشحاوي)، نظراً لإلتزامه الأسبوعي بالقيام بعملية التوزيع الشامل لمجلة الهدف الناطقة بلسان الجبهة الشعبية، رحمه الله.
بقلم/ علي بدوان