نبارك لكم ... وكان الله بعونكم

بقلم: وفيق زنداح

أخيرا وكما كانت التوقعات ان يكون التكليف برئاسة الحكومة من قبل السيد الرئيس محمود عباس للدكتور محمد اشتيه والذي يعتبر كما كتبت بأواخر يناير الماضي مقالا تحت عنوان (الحكومة الجديدة ... واشتية الاوفر حظا ) .
وليس في هذا التوقع محاولة لإبراز مجاملة شخصية بحكم منطلقات معرفية وخبرة عملية ... لكنه استشعار ورؤية شمولية حول طبيعة الشخصية الفتحاوية الوطنية المهنية والاكاديمية التي يمكن ان تشكل حكومة فلسطينية في ظل ظروف وتحديات غاية بالصعوبة وفي ظل واقع انقسام حاد شمل العديد من مناحي حياتنا ... وفي واقع ملفات وازمات اقتصادية ...صحية اجتماعية تعليمية ... وفي واقع تحديات تحاول من خلالها حكومة اسرائيل ان تضيق الخناق وان تمارس الابتزاز والقرصنة لأموال السلطة الوطنية الفلسطينية وما يدبر من سياسات ومخططات لتمرير صفقة القرن الامريكية في محاولة أمريكية اسرائيلية لتعطيل المشروع الوطني وتجميده واختلاق الحلول الاقتصادية والسياسية بحسب الرؤية الامريكية الاسرائيلية .
تكليف الدكتور محمد اشتيه من قبل السيد الرئيس محمود عباس بتشكيل الحكومة الفلسطينية يعتبر أمرا وطنيا له تبعاته ومهامه الثقيلة بحكم الظروف الذاتية والموضوعية ... الا ان هذا التكليف والذي جاء لرجل صادق قادر على ان يتحمل تكليفه حتى وان كان بأصعب المهام وبأدق المراحل .. وبكل المصاعب والتحديات التي يواجه العمل الحكومي للسلطة الوطنية الفلسطينية .
الدكتور محمد اشتيه رئيس الحكومة واذ نبارك له بهذا التكليف وتمنياتنا له بالتوفيق والنجاح وان يسدد الله خطاه على طريق الخير ... لكننا في ذات الوقت وبكل الثقة بشخصه وبمعرفتنا السابقة لشخصه وقدراته وامكانياته واصراره على العمل والنجاح ... نثق بكل الايمان انه الرجل الذي سيقود الحكومة وبتوجيهات السيد الرئيس محمود عباس سيستطيع ان يتجاوز الكثير من المصاعب والتحديات التي تعيشها السلطة الوطنية والشعب الفلسطيني في ظل نقص الموارد وسياسة الابتزاز والخنق الاقتصادي وفي واقع عدم الالتزام الاسرائيلي بالاتفاقيات الموقعة ... وفي واقع المشهد الانقسامي الذي يزيد من الاعباء والازمات .
ملفاتنا الداخلية كثيرة وعديدة ليس اولها البطالة المتفشية وعشرات الالاف من الخريجين ومثلهم عشرات الالاف من العمال المهرة ... كما الحالة الصحية وتدني مستوي الخدمات كما الحالة الاقتصادية وانخفاض معدلات الدخل وزيادة مساحة الفقر كما زيادة نسبة الامراض المزمنة والتي تحتاج الى الرعاية الصحية .
احوالنا الاجتماعية وما يجري على واقع الارض من سلبيات وظواهر تحتاج الى معالجات سريعة وعديدة لا داعي لذكرها والتطرق اليها ... لكنها ملفات ملحة ومستعصية وتحتاج الى قرارات ومتابعات حثيثة .
رسالتي الاخوية الصادقة للأخ العزيز رئيس الحكومة الدكتور محمد اشتيه ان يقوم بالاختيار على اسس واضحة اساسها الثقة والكفاءة والقدرة على العمل والالتزام بالشرعية الوطنية ممثلة بالأخ الرئيس محمود عباس وان تكون الاختيارات على اسس وطنية تدفع الى توحيد الوطن وتعزيز العلاقات بما يخدم شعبنا بالمحافظات الجنوبية والشمالية وان يدرك الجميع ان الوطن واحد موحد لا يتجزأ لا من خلال صفقة ولا من خلال مشاريع مشبوهة لان الوطن بأهله وشعبه ... بقدراته ومقدراته وبما يمتلك من اجيال تحافظ على الوطن وتحرص عليه وتدافع عنه بكل ما تمتلك .
كان الله بعونكم على تكليفكم لرئاسة الحكومة في ظل هذه التحديات المتزايدة ونأمل من الله عز وجل ان يوفقكم ويسدد خطاكم وان تكلل جهودكم المباركة بالنجاح وان تحققوا لشعبكم تطلعاته وامانيه وان تكونوا خير سند للسيد الرئيس محمود عباس وان تثبتوا للجميع ان حركة فتح عندما تقود الحكومة .. فإنها الاحرص على الشعب ومشروعها الوطني .
الكاتب : وفيق زنداح