لا أدري لماذا أتذكّر أوّلَ حُبّ، لا سيما أنّني وقعتُ في حُبِّ فتاةٍ التقيتها ذات زمنٍ ولّى، بينما كانتْ تسير تحت نُدفِ الثلج، فمن نظراتها شعرتُ بدفء غير عادي، رغم أنّ الحُبَّ كان في بدايته من كلماتِ تعارف عادية.. أذكر بأنني كنتُ أسير في شارعٍ بلا هدفٍ، هكذا أردتُ رؤيةَ تلك المدينة، التي أبهرتني بجمَالِها، وبدأ الثلجُ يتساقطُ بنُدفه الكبيرة على مدينة مبهرةٍ بمبانيها، أذكرُ بأنني وقفتُ على الرّصيف، ورحتُ أشعلُ سيجارةً وإذا بفتاةٍ راحتْ ترمقني بنظراتٍ غير عادية، فشعرتُ حينها بدفءٍ غير عادي، رغم أنني كنتُ مضطربا، لأنني لم أجرّب الحُبّ، حينما كنتُ طالباً في المدرسة، فقالت لي: لماذا أنتَ مرتبكٌ قليلا؟ وسألتني: أأنتَ أجنبي؟ فرددتُ عليها بلى، وراحت تتكلّم معي في مواضع الدراسة، بينما كنا نسير سويةً تحت الثلجِ، وبعد أن وصلتْ إلى وجهتها، اعتذرتْ منّي وراحتْ في حال سبيلها، وأنا عدتُ إلى مسكنِي، ورغم أنّ الثّلجَ كان يتساقط في ذاك المساء، إلا أنني لمْ أشعر بالبرْدِ حينها، فأدركتُ بأنّ نظراتِ الحُبّ من تلك الفتاة هي التي دفّأتْني..
عطا الله شاهين