نتنياهو ... واستراتيجية ابقاء الانقسام !!!!

بقلم: وفيق زنداح

تاريخ دولة الكيان منذ تأسيسها كان قائما ولا زال على ضعف وتفتيت وتشتيت الاخرين من العرب ... وتعزيز بذور الفتنة بداخلهم ... والعمل على اتساع دائرة المواجهات والاشتباكات الكلامية والحدودية وحتى السياسية والاعلامية ما بين امة العرب.
لم يكن بإمكان دولة اسرائيل القيام والاستمرار الا في ظل ما عملوا على تأكيده في استراتيجيتهم القائمة على مصالحهم اولا ... كما القائمة على اضعاف الطرف المقابل من خلال وسائل عديدة ... وسياسات متبعة ... وتحالفات استراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية .
استراتيجية دولة الكيان كانت ولا زالت قائمة على العدوان وعدم القبول بان تجرى الحرب داخل الكيان بل على ارض الاخرين ... كما ان اعتمادهم باستراتيجيتهم على ان الامن الاسرائيلي حيث يصل الجندي والدبابة الاسرائيلية ... كما انهم يؤمنون ويعملون على ابقاء حالة التفوق على الاخرين .
أي ان دولة الكيان باستراتيجيتها المعلنة والخفية تعمل على التحكم بكافة الملفات ... وعدم القبول بالتنازل عن أي ملف من هذه الملفات .. لقناعتهم الراسخة ان الغلطة او الخطأ بالنسبة لهم يمكن ان يكون ثمنه وجودهم ... بعكس العرب الذين لا يعتمدون باستراتيجيتهم التفوق .. ولا حتى التميز ... ولا حتى القدرة العالية على التماسك والتوحد ... بل ابقاء الابواب والنوافذ مشرعة للدخول والخروج دون حسيب او رقيب .
استراتيجية الكيان الاسرائيلي تعتمد على عوامل القوة الذاتية ... كما تستند الى تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة .... كما انها تعتمد على حالة الضعف والتفتت في منظومة طرف الصراع المقابل ... مما يسهل على هذا الكيان التلاعب والمماطلة والتسويف وحتى القيام بالممارسات التعسفية العنصرية العدوانية .
ازاء هذه الاستراتيجية الاسرائيلية القائمة والمستمرة وما يجري على واقع الارض وبحكم مجريات التاريخ ... لا زلنا نعتمد بما يقابل هذه الاستراتيجية على ردات الفعل العاطفي والصوتي وفي ابعد تقدير الاستنكار والادانة لجرائم هذا العدو المجرم وسياساته العدوانية العنصرية .
ما يقابل الاستراتيجية الاسرائيلية رد فعل لحظي ... مؤقت ... لا يصل بحده الاعلى الى ما يمكن ان نقول عنه انه رد فاعل ومؤثر ... ويمكن البناء عليه في احداث التغيير بالسياسة الاسرائيلية واستراتيجيتها المعتمدة .
هذه الوقاحة الاسرائيلية التي عبر عنها نتنياهو بأنه يسهل دخول الاموال القطرية بما يخدم استمرار الانقسام الفلسطيني .... وضوح ما بعده وضوح ... وسالة واضحة المعالم ... ومحددة الاهداف ... وليس هناك من يمكنه ان يقف معارضا لهذا التوجه الاستراتيجي الاسرائيلي الذي كان له السبق ولا زال في تحريك الامور وتغذيتها والدفع بها الى حيث استمرار الانقسام ... والي درجة الوصول الى الفصل والانفصال وبما يؤكد ان صفقة القرن تتشكل بخطواتها وابعادها واهدافها الى حيث ما نحن عليه وما يتم تغذيته وكأنه خير لنا ... لكنه الشر من الشيطان والذي لا يمكن ان يكون ملاكا في أي يوم من الايام .
ازاء هذا الواقع بالمشهد الفلسطيني واهمية بناء استراتيجية فلسطينية متماسكة وثابتة وقوية وقادرة على مواجهة استراتيجية اسرائيل ووسائلها المتعددة واهدافها الخبيثة ... حتى يمكن لنا ان نقلل من تأثيرات هذه الاستراتيجية القائمة على التفتيت والاضعاف والامساك بمفاتيح حياتنا وعدم القدرة على ايجاد وسائل المواجهة والقدرة على التخطيط المدروس والفعل المخطط .. وحتى نخرج كليا من دائرة ردات الفعل .
نحن وللأسف الشديد لا زلنا نمارس ردات الفعل واستخدام الانتقائية دون شمولية الموقف وحساباته ومحدداته .... حتى جعلنا من انفسنا نتلقى الضربات ... ويخطط لنا كما يريد اعداءنا ... ولا نمتلك قدرة التخطيط للمواجهة والانجاز .
ما قاله نتنياهو من ان السماح لدخول الاموال القطرية يساعد على استمرار الانقسام ... يحتاج الى وقفة والى دراسة متأنية ... والى شجاعة قادرة على استحداث الرد المناسب ... حتى وان كانت هذه الاموال ذات اهمية خاصة ... الا ان الخصوصية في ظل مصالح الوطن واولوياته لا مكان لها


الكاتب : وفيق زنداح