كتَبَ فلسطينيي سوريا قبل وأثناء محنتهم الأخيرة، وعلى جدران مخيماتهم وتجمعاتهم فوق الأرض السورية نداء العودة لفلسطين، ورسموا على الجدران مآسيهم، مؤرخين بخربشاتُ أقلامهم دراما اللّجوء، فتدمع جدران المخيم الفلسطيني عند التحليق عليها. وعلى جدران المخيم الفلسطيني نشروا ملصقاتهم، وصور شهدائهم. ورسموا على جدران مدارس الأونروا لوحات العودة الى حيفا ويافا وعكا وصفد وطبريا واللد والرملة، العودة هناك الى الوطن السليب، وإلى الهوية التي مازالت تعيش في وجدان كل لاجىء فلسطيني، ومازالت تلك الكتابات تميل وتتدلى مع الجدران التي سقطت وتهاوت، أو التي تتمايل الآن بعد محنة اليرموك ودماره شبه الكامل. إنَّ تلك الحالة التي تستولد مشاعر كل من يدخل اليرموك الآن، لاتعني، ولاتوقظ، ولاتحرّك، إلاّ أصحابها، ولايتفاعل معها من كان بعيداً عن الهم الوطني والقومي، وعن فلسطين التي تشكّل عنوان المنطقة بأسرها.
علي بدوان