رؤية تحليلية ... حرب لا مصلحة لنا بها !!!

بقلم: وفيق زنداح

الساعات الماضية كانت مليئة بالمفاجئات نتيجة للتحركات الجارية بوصول الوفد الامني المصري الشقيق ... ولقاء قيادة حماس واطلاعهم على اخر ما تم الوصول اليه من ردود اسرائيلية .... وفي هذه الاثناء تطلق صواريخ مجهولة الهوية على تل أبيب وتحدث ذعرا وخوفا لدى الاسرائيليين .... ويقوم نتنياهو بعقد اجتماعات بقياداته العسكرية والامنية حول كيفية الرد ... والذي يجب ان يكون بحسب المصادر العبرية قويا لكنه أقل من حدوث حرب رابعة !!!
وفصائل المقاومة تعلن انها لم تطلق صواريخ ... وان من قام بهذا الفعل خارج الصف والاجماع الوطني .... واسرائيل تحمل حماس المسؤولية ... وقوات الاحتلال تقوم بقصف القطاع بصواريخ الطائرات من رفح جنوبا حتى بيت لاهيا شمالا .
ليلة صعبة لدى كافة الاطراف ... وحرب لا مصلحة لنا بها !!!
حكومة نتنياهو والتي تحاول ان تعزز من فرص نتنياهو الانتخابية في ظل المصاعب والتحديات التي تقف حائلا أمام تقدمه على منافسيه وخصومه .
الحرب العدوانية يمكن ان تشكل لنتنياهو مخرجا من ازماته وفرصة اضافية لإمكانية نجاحه وفوزه بالانتخابات القادمة ... لكن هذا ليس مضمونا بحسب الميدان ... ونتائج السياسة والدبلوماسية واذا ما تم ادانته على جرائم محتملة سيكون مصيره السقوط ولائحة اتهام مطولة قد تفقده الانتخابات ... وقد يكون مصيره السجن والملاحقة الدولية على جرائمه .
رد فعل نتنياهو وكأنه يقول بأنه ليس عاجزا وان قوة الردع الاسرائيلي لا زالت قائمة ... وان من يفكر بالمساس بأمن الاسرائيليين ستكون احتمالات الردود مفتوحة وبكافة الاتجاهات والمستويات .
الصواريخ التي اطلقت دون معرفة الجهة التي اطلقتها يحدث القلق لدى الفلسطينيين لأنها صواريخ مسيسة لها اهدافها الخاصة والعديدة .... والتي تتطلب مراجعة ميدانية من فصائل المقاومة حول امكانية وجود قوة خفية تمتلك من الصواريخ التي يمكن ان يكون من نتيجتها حرب عدوانية رابعة لا وقت لها.... ولا نتائج يمكن ان نتحملها في ظل ظروف انقسامية واقتصادية يعاني منها كافة سكان القطاع .
ولأنها صواريخ مجهولة لا هدف لها الا احداث مواجهة عسكرية ستكون نتائجها صعبة وقاسية ... وكأن اهداف تلك الصواريخ التالي :-
اولا :- تعطيل الجهود المصرية الشقيقة والعودة الى نقطة الصفر اذا ما تمت حرب عدوانية رابعة !!!
ثانيا :- اعطاء فرصة سانحة لنتنياهو لكي يعدل من موقفه ويأخذ مؤشرات جديدة من خلال عامل القوة المفرطة لاجل تحقيق مكسب انتخابي قادم .
ثالثا :- احداث حالة ارباك في ظل حكومة فلسطينية جديدة يجري تشكيلها على ارضية ازمة مالية ومخطط سياسي يحاك ويدبر ضد القضية .... وحرب عدوانية اذا ما حدثت لها نتائجها الكارثية على القطاع وسكانه وهم يعيشون اعباء وازمات عديدة ... ومسؤولية الحكومة الفلسطينية الجديدة عن كافة اراضي السلطة الوطنية سيحملها اعباء جديدة في ظل ازمة مالية طاحنة .
رابعا :- اسكات الصوت الغزي الذي يطالب بالحياة الكريمة بعد ان وصل حال الناس الى الجوع والمرض والضيق الذي يشمل كافة مناحي الحياة .
خامسا :- احداث حالة من الضعف والارباك لتسهيل تمرير المخططات وخاصة صفقة القرن ومركزها غزة باعتبارها المكان السياسي والاقتصادي الذي يمكن البناء عليه في هذه الخطة التأمرية على شعبنا ومشروعنا الوطني .
سادسا :- محاولة اظهاء قوى المقاومة بأنها غير منظمة ولا تحتكم الى قرار جماعي بل هناك من الاطراف التي تعمل بطريقتها وبحسب اهوائها ومصالحها وان غرفة العمليات لا تتحكم كليا بمفاصل المقاومة وفعلها .
بكل الاحوال فان اسرائيل بما قامت به من قصف جوي هو رد مبيت له ما بعده من ردود وافعال اجرامية قد تقوم بها اسرائيل بالرجوع الى اعتماد سياسة الاغتيالات .... وحتى تخلط الاوراق ... وحتى لا تقدم أي تنازلات لاجل التهدئة والتخفيف عن الاوضاع والازمات الاقتصادية .
كل شئ محتمل .... لكن سيبقى السؤال ذات علاقة بنا ... وبمصالحنا .. اولوياتنا الوطنية .. والتي يجب ان نسعى اليها بكل قوة لاجل انهاء الانقسام .. وحتى لا تبقى غزة وسكانها حقل تجارب ما بين فترة واخرى ... وحتى نحافظ على ابسط متطلبات الحياة بعد ان فقدنا الكثير منها ... وسيبقى السؤال ... حول مصلحة من اطلقوا تلك الصواريخ واهدافهم الحقيقية ؟!!!!.
الكاتب : وفيق زنداح