نميمة البلد: اشتيه .... وقمع المتظاهرين.... ونقابة الأطباء

بقلم: جهاد حرب

(1)             إشتية ... خطوات في السليم

أحسن الدكتور محمد اشتية في استقالته من مناصبه المختلفة في القطاع العام والأهلي والخاص التي كان يشغلها قبل تكليفه التزاما بأحكام القانون الاساسي، وكذلك في الطلب من محبيه وقف التهاني المدفوعة في الاعلام والتبرع بأثمانها لجمعية خيرية، ووعده بفتح حوارات مع أطياف المجتمع الفلسطيني فصائلا ومنظمات المجتمع المدني. كما أن جوهر رده على خطاب التكليف الرئاسي، وهو رئيس الحكومة الأول الذي يقوم بذلك علنا، هو التزام بالمساءلة أمام الرئيس وأمام الجمهور حول بنود خطاب التكليف من ناحية، والتزاما بأحد عشر بندا ذكرها في خطاب قبول التكليف. بالإضافة الى التزامه بتقديم برنامجا لحكومته يحاسب عليه من قبل الجمهور الفلسطيني.

وكالعادة هذا المقال غير مخصصٍ للنصائح والينبغيات أو الوجوبيات بقدر فتح النقاش وطرح الأسئلة ونقل ما يرغب به عامة الناس وكذلك ما يدور من نقاشات في الطبقة المخملية "السياسية". وكما يقال على شاكلة المقدمات تأتي النتائج، وهو ما نتمناه، فإن الخطوات الأولى تشير الى أن رئيس الحكومة المكلف يسير على الطريق السليم. هذا الامر لا يعني أن الطريق معبدة أو ان النقد لن يكون عميقا وحازما ومباشرا في كل خطوة أو مسار اجراء وهو وعد قطعناه قبل معرفة مَنْ سيكون رئيسا للحكومة في مقال تحت عنوان "رسالة إلى رئيس الحكومة القادمة".     

 وفي ظني أن برنامجا حكوميا واقعيا يركز على احتياجات الناس ويوسع من الحريات العامة، واحترام النقد من الجهات المختلفة، والاقتراب من الناس دون تعقيدات البروتوكولات، وهمس الحاشية والخوف الأمني الزائد عن حده يمكن أن يفتح بصيص امل لنجاح محتمل.

 

(2)             قمع حماس للمتظاهرين

بات من غير المحتمل أن تبقي حركة حماس على قمها للمحتجين على السياسات التي تنتهجها في قطاع غزة، ومن غير المقبول الإبقاء على هذه السياسات دون محاسبة. ناهيك عن تحمل حركة حماس وقياداتها المسؤولية عن ما آلت اليه أوضاع الفلسطينيين في قطاع غزة من ضنك وفقر في ظل المراهنة على تفاهمات مع الاحتلال للتخفيف من حدة الحصار مع علمها المسبق ان حكومات الاحتلال لا تلتزم بذلك أصلا سوى الحصول على شرعية لهذا الحصار بموافقة حركة حماس على ذلك.

إدانة القمع أو اجراء تحقيق بذلك لا يُجدي نفعا دون مراجعة حركة حماس للسياسات التي تنتهجها، ودون الايمان بان أقصر الطرق وأفضلها انهاء الانقسام بخطوات عملية لتحسين الأوضاع في القطاع فإن لهيب الانفجار سيطال حركة حماس ذاتها خسرانا وحسرة.

 

(3)             سقوط التنظيم ونجاح فتح في نقابة الاطباء

كارثة سقوط التنظيم ونجاح حركة فتح في انتخابات نقيب الأطباء تحتاج الى مراجعة عميقة لناحية اختيارات الشخوص واحترام رغبة الكادر الفتحاوي في الأطر النقابية. هذه الصدمة تحتاج كذلك الى محاسبة المسؤولين عن هذه الأطر لفشلها المدوي على مدار السنوات العشر الأخيرة في تهيئة ظروف مناسبة للعمل النقابي، والتعامل مع النقابات والاتحادات باعتبارها اطر تابعة لشخص أو لضمان الحصول على ولائها لأشخاص متنفذة في حركة فتح على طريقة النظم الشمولية والقمعية للإبقاء على نفوذهم ومكانتهم في التنظيم.

ثورة الأطباء هذه في ظني مقدمة لثورة في نقابات مهنية لا يمكن لأعضائها الا الانتصار لذاتهم ولمهنتهم، وهي تدعو للعبرة والموعظة قبل فوات الأوان. فاحترام المهن أساسي كما هو أساسي اختيار "الرجل" المناسب والكفاءة واحترام رغبة أعضاء النقابة والاطر الحركية فيها.

 

جهاد حرب