ما يجري من حراك شعبي تحت عنوان #بدنا_نعيش يمثل حالة شعبية انسانية وطنية لا غبار عليها ... ولا نقد لها ... ولا مواجهة عنيفة لفعالياتها ... هكذا كان يجب ان يكون عليه المشهد ... وان لا يخرج الفعل عن مساره واهدافه ... وان لا يكون لردة الفعل بنتائج عنيفة قد تؤثر على السلم المجتمعي والاهلي ومدى حاجتنا الملحة له .
اننا ابناء شعب واحد ... وابناء ازمة واحدة ... كما نحن ابناء قضية واحدة .. وكما يقال بأمثالنا الشعبية (الهم طايلني وطايلك ) .
شعارات الحراك الشعبي #بدنا_نعيش يتحدث عن غلاء الاسعار والحق بالحياة الكريمة وهذا ليس مثار جدل ونقاش في ظل ازمة طاحنة طالت الاغلبية العظمى من شعبنا في ظل بطالة متفشية وتدني بمستوى الدخل وزيادة مساحة الفقر وانهيار واضح بالمنظومات الاقتصادية والاجتماعية والانسانية وفي ظل تعثر وفشل فصائلي في احتواء الازمات ... وايجاد المخارج الوطنية التي تخفف من الويلات والكوارث .
الاهم في هذه المرحلة العصيبة والازمة الطاحنة ان نفكر جميعا بكيفية ايجاد المخرج الوطني من الحالة التي وصلنا اليها ... المخرج الوطني الذي يتحدث عن اتمام المصالحة وانهاء الانقسام بكافة فصوله وتمكين الحكومة الفلسطينية وبسط السلطة الوطنية لمهامها ومسؤولياتها ... باعتبار ذلك المخرج الوحيد لحالة القطاع الكارثية .
تسلم السلطة الوطنية لمهامها ومسؤولياتها للقطاع كما الضفة الغربية مدخلا حقيقيا لتجاوز الصعاب والازمات ... وامكانية ايجاد الحلول للمعضلات والازمات القائمة .
حركة حماس التي تسيطر على القطاع لا تمتلك من الادوات والمقومات لحل مشاكل الناس وهي لا زالت تحاول دون أدنى نتائج من اجل التخفيف عن السكان ... لذلك وبعد ان وصلت الى فشل واضح في ادارة شؤون الناس لإيجاد الحلول لمشاكلهم ... كان لا بد وان يكون المخرج الوطني دافعا قويا للكل الوطني حتى نتجاوز هذه المرحلة في ظل تحدياتها ومصاعبها وازماتها المتفشية .
بقاء القطاع بحالة الانقسام اصبح أمرا مرفوضا من الغالبية العظمى من ابناء شعبنا وقواه السياسية ... لأننا لسنا بحاجة الى حلول ترقيعيه مرحلية ليس بعدها الا المزيد من الازمات والويلات والكوارث بعد ان وصل حال الناس الى ادنى مستوياتهم .
12 عام من الانقسام الذي لم يبقي من الصبر الكثير ... ولا حتى من مقومات الصمود ما يكفل الانتصار ... ولا حتى البقاء في ظل هجرة ومرض وجوع ... ومدى حاجة الناس الى تغيير اوضاعهم الى الافضل وان يشعروا بادميتهم وكرامتهم وحريتهم ... هذا الحق الطبيعي يجب ان يتحقق دون مماطلة ... وحتى دون مكابرة من أحد .
صورة المشهد الغزي ... وحتى يحافظ الجميع على ماء الوجه ... يجب ان تأخذ الامور طريقها بعودة الشرعية والسلطة الوطنية لأداء مهامها ومسؤولياتها ... وان لا تبقى حالة الفراغ وتحميل كل طرف للمسؤولية .... والقول بما لا ينفع ... ولا يسمن من جوع .
حماس بأزمة حكمها وسيطرتها على القطاع ... كما ازمة الناس وظروف معيشتهم ... يجب ان تفرض معادلة الخروج من الازمة الطاحنة بتنفيذ المصالحة وعودة السلطة الوطنية وتمكين الحكومة الفلسطينية حتى يتولى الجميع مسؤولياتهم وحتى لا تبقى معادلة غزة ما بين اطراف خارجية تحاول التلاعب بواقع هذا القطاع وازماته من خلال مال سياسي له اغراضه واهدافه الخبيثة .
لسنا بوضع تحميل أحد مسؤولية ما ألت اليه امورنا ... قدر حاجتنا الى التكاتف وبذل الجهود لاجل اتمام المصالحة وانهاء الانقسام ... واجراء الانتخابات الديمقراطية والعودة الى الشعب ليقول كلمته الاخيرة ... وحتى نتمكن من معالجة كافة الازمات الطاحنة التي المت بنا وحتى يكون بالإمكان اجراء الانتخابات الديمقراطية وعودة الحياة البرلمانية بصورة ديمقراطية .
يجب الامساك بمخرج الحل الوطني في ظل السلطة الوطنية الفلسطينية ... وان نكون جميعا على ايمان مطلق بحق شعبنا بالحرية والعيش بكرامة وممارسة حقه الطبيعي في التعبير عن آرائه .... كما الايمان ان حال الناس لا يمكن ان يبقى ما بين فقر وفقر أكبر .... بل ان المجال يجب ان يكون مفتوحا للعمل والابداع والابتكار وايجاد فرص العمل والاعتماد على ما يقدمه شبابنا من قيمة عمل مقابل أجر وليس الاستناد لحالة اتكالية مصدرها مال من هنا او هناك لا يكفي لصون الحياة ولا الكرامة ولا عزة النفس .
سكان القطاع وقد تحملوا الكثير ولا زالوا يتحملون لاجل وطنهم لكنهم اصبحوا غير مستعدين للتحمل أكثر من ذلك لاجل حالة انقسامية لا فائدة ولا طائل منها ربما تخدم العشرات لكنها تجوع وتنتهك كرامة 2 مليون من ابناء الشعب الفلسطيني .... وهذا لم يعد مقبولا ومسموحا به وهذا موقف الاغلبية العظمى من شعبنا وقواه السياسية .
بقلم/ وفيق زنداح