تفرغ في العمل الوطني الفلسطيني منتصف سبعينيات القرن الماضي، بعد مرحلة متواضعة من التعليم الأساسي في مدارس مخيم اليرموك، وكان في مقتبل فتوته وبدايات شبابه، وقد تعلّم "سياقة" السيارات بمهارة جيدة. فاستلم سيارة الإجازات العسكرية التي تنقل المجازين بين لبنان وسوريا على الخط العسكري.
دفعه قدره، للإنضواءِ في صفوف فصيلٍ فلسطيني يساري، فَشَبَّ مع المصطلحات، ومع المقولات اليسارية، ومع جلسات التثقيف والبناء الحزبي الداخلي الى جانب العمل الميداني، مفتخراً بمقولة "نحن أصحاب البندقية المسيسة".
ولكن قبل أن يصل الى تلك المرحلة من الإمتلاك اللغوي واللفظي للمصطلحات اليسارية، كان قد بدأ ومنذ الشهر الأول لتفرغه، باشتباكٍ كلامي مع المسؤول الإداري والمالي، الذي أعلمه عند استلامه للمخصص الأول (الراتب) أن راتبه يقع تحت الفئة كذا ... والشريحة كذا ... والتعويضات كذا ... والمهمات كذا ... أما الحسميات فكانت في جزءاً منها لها علاقة بالمجلة المركزية واعدادها الأسبوعية، نظراً لما لها من أهمية، وماتحمله من مادة تثقيفية سياسية وغير سياسية، وقد أوصى الرفيق (لينين) على ضرورة ودور المجلة والأدبيات الداخلية في بناء الكادر. وكل هذا الكلام لم يقنع صاحبنا بحسم اشتراكه بالمجلة السبوعية للتنظيم من مخصصه الشهري، فبادر للصراخ بوجه المسؤول الإداري والمالي، قائلاً له : بلا "لينين" وبلا "فلّين" ... أريد المخصص كله... هل عرفتموه ... إنه (أبو رندا العيلوطي) صاحب الإٍسم الحركي المشهور في مخيم اليرموك.
بقلم/ علي بدوان