لا يختلف عاقلان من أبناء الشعب الفلسطيني على حقنا في مقاومة العدو الصهيوني وكيانه الغاصب وبكل الوسائل المتاحة وفي مقدمتها المسلحة منها ، وهذا خارج النقاش أو الجدل . ولكن السؤال المطروح على ضوء الصاروخين اللذين وصلا مغتصبة تل أبيب ، والقادمان من قطاع غزة ، أولاً وبغض النظر من يقف ورائهما ، ما هي الرسالة المُراد إيصالها لقادة الكيان وفي مقدمتهم نتنياهو ؟ . وثانياً ، هل التوقيت يخدمنا كفلسطينيين ؟ ، في ظل حدثين غاية في الأهمية لانعكاساتهما المباشرة علينا ، أولهما انتخابات " الكنيست " ، والتي بدأت في ظل تهافت المرشحين من خارج العرب ، على طرح برامج عنصرية ضد الفلسطينيين وحقوقهم وعناوين قضيتهم ، في محاولة مكشوفة إلى كسب أصوات المستوطنين الصهاينة . أما الثانية ، فهي الاستعدادات التي تقوم بها الهيئة الوطنية لمسيرات العودة في قطاع غزة ، لإحياء مناسبة مرور عام على انطلاقها في الثلاثين من أذار الجاري ، والمسيرة المليونية التي يجري التحضير لها .
لا أعتقد أن وراء إطلاق الصاروخين ثمة رسالة أُريد إيصالها لقادة الكيان أو نتنياهو أن المقاومة حاضرة وقوية ، والسبب بسيط أنهم جميعاً يعلمون بل ويقرون بأن قدرات المقاومة أصبحت متطورة جداً بحيث في إمكان صواريخها بلوغ أية أهداف في عمق الكيان . إلاّ إذا كانت هناك رسالة لا أحد يعلم بها إلاّ أصحابها ، لتتحول معها لغزاً حله عند من وقف وراء عملية الإطلاق ، في وقت نفت كل من حركتي حماس والجهاد مسؤوليتهما عن ذلك .
قطعاً في التوقيت الأمر لا يخدمنا كفلسطينيين من خلفية أننا وكما أسلفت ، هناك الحملة الانتخابية المستعرة بين المرشحين وكتلهم للوصول إلى " الكنيست " ومن ثم الحكومة وترأسها ، وأي تكن النتائج فهي ليست في صالحنا ، ومن يستعرض برامج المرشحين وتصريحاتهم ومواقفهم يُدرك هذه الحقيقة بأن المجتمع الصهيوني بأطيافه وأحزابه ذاهب إلى مزيدٍ من التطرف والإرهاب والعنصرية . وفي المقلب الأخر نحن على مسافة زمنية قصيرة من الذكرى الأولى لانطلاق مسيرات العودة في أل 30 من أذار ، حيث الاستعدادات على أشدها لإحياء هذه المناسبة الوطنية ، التي لا يجوز وبأي حال من الأحوال التخريب عليها أو إجهاضها .
في الخلاصة ليست هناك ثمة فوائد تًجنى من وراء عملية الإطلاق ، مع قناعتنا وإيماننا أن الكيان يجب محوه من الوجود اليوم قبل الغد ، وبأن صراعنا معه يجب ألاّ يتوقف عند حدود .
بقلم/ رامز مصطفى