التجهيزات:- المسرح، الاضاءة المتوسطة ، خلفية ورقية تحمل صورة مركب تسير في عرض البحر، تدخل مجموعة من الشباب علي المسرح الذي يكون به رجل يمثل الوطن وأيضا يشاهد العرض وفد أممي ، هذا الرجل هو قبطان السفينة، فيسألهم"
"القبطان يكون جالسا فيدخل عليه مسئول طاقم العمل بالمركب فيقول : سيدي المركب جاهز للإبحار سيدي ، مركبنا ما في عليه حدا، نحنا عم بنسير نحو كل البلاد "فتصدر بعض الاصوات التي تدل علي وجود أشخاص ، فيسأل القبطان : شوه الأصوات ؟ " نحنا معنا مسافرين؟ " فيدخلوا مجموعة من الناس علي خشبة المسرح ويبدأ الحوار التالي .
القبطان : ولكن انتم مين ؟
الشباب : نحنا ، نحنا الشعب
القبطان : يقف من مكانه ويبدأ يشاور بيده إليهم ، ويسأل الأول انتم مين ؟
الشاب الأول : نحن الثوار ، نحن المقاتلون ، إلي أين نحن سائرون
القبطان : يشاور للشاب الثاني "وانتم مين؟"
الشاب الثاني : نحنا أبناء فلسطين
القبطان : يشاور إلي المرأة " انتن مين؟"
المرأة : " احنا نساء فلسطين "
القبطان : يشاور إلي الأطفال ويسألهم بصوف منخفض " وأنتم يا أطفال" انتم مين ؟
الأطفال : انت بتتكلم معنا بصوت صغير شوش ايفنا اطفال صغار ، مو كبار حتي تسألنا بصوت عالي " نحن مين؟"
الأطفال : نحنا أطفال فلسطين ، مثلنا مثل الملايين
القبطان : ولكن انتم مين ؟
الشباب ، المرأة ، الأطفال : " نحن الشعب ، نحن الشعب ، نحن شعب فلسطين"
القبطان : "وأنا ، أنا القبطان، أنا المركب ، أنا الوطن ، إلي أرض فلسطين عائدون عائدون عائدون"
ينسحب الجميع من المسرح، ويعود المقاتلين " هم عبارة عن مجموعة من الأشخاص" ويبدأ الحديث
أنا المقاتل ، أنا المحارب
يتحدث شخص آخر منهم : "لن أقتل طفل صغير ، ولن أقتل شيخ كبير"
ويتحدث شخص آخر منهم : "أنا المقاتل، أنا المحارب، لن أحارب الأشجار ولن أحارب المعابد والآثار، أنا المقاتل ، أنا المحارب ، أعيش في الخيام ، أعيش في الصحاري ، في الأغوار وحق العودة فيه ألف قرار وقرار ، أحارب من سلب أرضي ، من قتل حلمي ، أحارب من جلعنا نعيش هنا وهناك ، ويقولون تلك هي الأقدار ، حتما سوف نعود إلي تلك الديار فلسطين فلسطين ونعم الوطن ونعم الدار"
ينسحب المقاتل من المسرح أو يبقي ويدخل مجموعة جديدة وهم عبارة عن أبناء فلسطين ويبدأ العرض والحديث بعد أخذ مواقعهم علي المسرح
" نحن أبناء فلسطين ، فينا الطالب ، فينا العامل ، فينا الطبيب والمهندس ، فينا المحامي ، فينا ابن السجين ، فينا ابن الشهيد ، فينا ابن الجريح"
أنا الطالب : أدرس من اجل أن اتعلم وأكتب حروف لو ولدتني أمي جاهلا ستجدني أعرفها ، وبالفطرة سوف تتعلمها تبدأ بحرف "ف" وتنتهي بحرف "ن" تلك هي "فلسطــــين" .
وأنا المهندس : "أسهر الليالي أقاسي برد الشتاء، علي يقين قد بات وشيكا بأنني حتما سوف أعود لأبني وطني المسلوب الذي حتما إليه سنعود " .
وأنا الطبيب : من ترك أرضة ليتعلم كيف يداوي الجراح ، ليوقف نزف جرح أبي وأمي وأخي وأختي ومن جرح طفل صغير أصيب بجرح خطير، نزف بلا دماء وحزن شديد عنوانه الانطواء والسبب هو الاحتلال حين وقف علي التلال وهدم المنزل وكسر القلم ، وسلب الحلم ، ومزق لعبة طفل صغير وقالوا هذا طفل خطير ، سيصبح ذات يوم كبير ، سنقتل حلمة وهو صغير " .
وأنا المحامي : " أتعلم القانون وأحمل في يدي كتاب شرعة الدستور أن الغاصب محتل، أن الغاصب مجنون يجب أن يعاقب وفقا للقانون وأن من شرد من أرضة حتما سوف يعود، علي مركب تطوف حول العالم ، وإلي أرض فلسطين عائدون عائدون عائدون .
ثم يدور هذا الحوار والموسيقى الحزينة تخيم على الأجواء .
ويبدأ الأطفال الثلاثة كل واحد منهم يسرد حكايته فكان أولهم ابن الشهيد .
كلما فتحت كتابي تذكرت أبي حين كان يعلمني كيف أقرأ اشتقت إليه كثيراً واشتقت لأصحابي ولقائي مع الأستاذ اشتقت لفناء مدرستي وطابور الصباح ضاعت أحلامي وحطمت آمالي وعيوني عم تدمع وصرت ليلي ونهاري في الشوارع بين الزقاق أبحث عن لقمة عيش ألاقيها وإن لاقيت اللقمة ما بشبع كتب على الزمن وآلامه تتبدل الأحوال أنا كنت ابن العز مضرب الأمثال ليش ما في عدل ...... ليش....... ليش بدي منكم كلمة حق واضحة مثل الشمس تلمع مثل البرق مش ورق مثل الفضة هش بدي شهادة صدق اسمعها تنقال ابن الشهيد يا ناس ليش ما تحضنوه ليش يا مجتمع ما تكرم لروح الشهيد أبوه اللي مشى درب البطولة والنضال حمل هموم الوطن وما نزل هالأحمال واستشهد عشان الوطن والعروبة مش حرام أعيش في جراح طول العمر حكم علي الزمن أنا ابن شهيد إني أصير بعد هالحال عتال هو الميزان انكسر أو البخت ميال.
ثم يأتي دور ابن الأسير في الكلام فيقول: انا طفل عمري 7 سنوات أنا الثالث بعد أختين على الرغم من صغر سني اللي يشوفني يقول عني في العشرين أبوي أسير من يوم ما كنت جنين في رحم أمي أختي الكبيرة ممتازة في المدرسة .... مصروفها ما في والصغيرة مريولها ما عاد ينفع تروح فيه المدرسة وأمي عشان توفر المصروف تشوف الويل في عز الليل حاجة ما فيها كسوف تشتغل خدامة في البيوت عشان اللقمة اللي تعيشنا عشان القوت و إن ما عملت هيك كلنا من الجوع راح نموت وتركت أصحابي ومدرستي وقلمي وكراستي وصرت أبحث بين الزقاق عن شغله ألاقيها وهالبحث طول وما لاقيت وحزني على أمي وإخواني زاد مش قادر أتحمل وما كانت شغله قدامي إلا أمد ايدي وأتسول في الشوارع والزقاق والحارات عبواب الجوامع ومواقف السيارات ليش يا عالم ابن الأسير ابن الشريف ينزل وين الضمير وين؟؟؟ بدي الجواب منكم ؟؟؟ بدي الحل
وبعدها يأتي دور الطفل الثالث بالكلام وهو ابن العامل : أنا ... انا حكايتي طويلة ومليانة آلام أنا ابن عامل بسيط ونشيط ومش كسلان يطلع قبل صلاة الفجر ويرجع بعد غياب الشمس طالع علي الأمل يمكن يلاقي أي عمل وما يقولوا عليه عاطل على هالحال صارلو سنتين على أمل يلاقي شغل نعيش منو حتى أنا مش لاقي مصروف مدرسة ولا حتى ثمن دفتر وحكم القدر يمرض أبوي اللي برقبته عيلة كبيرة وارتمي أبوي المسكين بفراش المرض وصرت أنا حامل على كتافي حمل كبير وشلت الشيلة وما في في اليدين حيلة ومازلت طفل صغير رحت أدور على شغلانة بلكي هالحال يتبدل لكن ايش بدي أعمل وأنا طفل ضاعت على المدرسة وحلمي بالمستقبل وصرت أمسح السيارات في الشارع وبصراحة هالشغلة لطفل مثلي صعبة ما تنطاق من الرايح ومن اللي جاي اتبهذل لكن بقول يللا الرزقة من الله ومصير هالحال يتبدل ويتغير وهكذا ينهي الأطفال الثلاثة قصتهم الواقعية على خشبة المسرح ويدخل غيرهم من أطفال فلسطين ليقدموا أنشودتهم التالية :- بعنوان " أنا طفل البساتين"
أنا طفل البساتين الخضرة
فلسطين أمي وبيه
أنا طفل فلسطين صوت الحزن ينادي عليه
أحزان تناديني آلام توديني
لبلدي المأسورة قدام عينيه
حرموني من ماما حرموني من بابا
حرموني من بلادي فلسطين الأبية
والدمعة الساكنة في عيوني
عصحابي اللي حبوني وفارقوني
بتمني شمس الحرية تعود عبلادي حرة عربية
ثم يصرخ الأطفال جميعاً على خشبة المسرح قائلين : " يا ضمير العالم اسمعنا وخلينا نعيش بحياة ومعني"
ثم يعود سليم وحسن للحوار من جديد
سليم :- طول عمري وأنا بحلم أعيش في دنيا كلها حب وسعادة ما فيها ظلم وعدوان وما فيها قاتل ولا مقتول ، دنيا كلها عدل ومساواة وضمير وإنسانية ، إحنا عايشين في غابة ، الحياة فيها للوحوش وللأقوى.
حسن:- ماذا أصابك يا صديقي ؟ صديقي سليم أصبر واجعل أملك في وجه الله كبير وغداً سينتصر الحق وستشرق شمس الحرية وفجر الاستقلال سيولد من جديد وحيعود الحق لأصحابه ، ونبني في الأفق دفقات من نور ، ونور الحرية والاستقلال راح يولد من جديد .
صدقني يا صديقي إن الحق راح يعود لأصحابه ، صدقني فقد رأيت ليلة أمس في الحلم...
سليم :- ماذا رأيت ؟ أخبرني
حسن :- رأيت حلم كثير كثير حلو
سليم :- شو يعني كثير كثير حلو؟ أخبرني فقد شوقتني كثيراً
حسن :- شفت في الحلم إن مسيرة كبيرة فيها أطفال من كل العالم جاين على فلسطين لنصرة الحق وصوت هتافهم يعلو ويعلو " بالروح بالدم نفديك يا فلسطين" وحينها صحيت من نومي وصوت الهتاف لسه بسمعه
سليم :- مليت مليت من يوم ما تولدت وأنا بعيش بخوف في هذه الدنيا ، وأنا لا أعرف سوى الموت والرعب ، متى راح أعرف معني الحرية ومعنى الوطن ، ليش ما نكون مثل باقي أطفال العالم الذين يعيشون طفولتهم بأمان دون خوف وحزن.
لقد قررت أن أهاجر وما راح أرجع لكي أعيش بسعادة .... ثم يصمت برهة ويقول حائراً :- ولكن .... كيف؟؟....
حسن : - يا صديقي لا تيأس فهذا قدرنا والله لو طفت كل البلاد فإنك لن تشعر بالأمان والدفء والحنان إلا في أحضان أمنا فلسطين.
هيا ، هيا يا صديقي ودعنا من هذا اليأس وخلينا نستغل أوقاتنا ونفكر كيف نبني الوطن ونرجعوا خلينا نفكر كيف إخواتنا الصغار نخليهم ما يعيشوا ماساتنا خلينا نفكر كيف نرجع وطنا المحتل.
سليم :- الوطن ..... هه هذا حلم.
حسن :- لا هذا ليس حلم ، هذا هو حق ، صدقني يا سليم بوحدتنا وثقتنا بالله سنحقق المستحيل فهذا وعد من الله ....
سليم :- يصمت قليلاً ويسير بعض الخطوات صديقي حسن أريد أن نبدأ في العمل الآن
حسن :- كلام جميل ومعقول هيا بنا... ووقتها يدخل جميع الأطفال لخشبة المسرح ويكون المظهر وكأنه خلية نحل الكل يعمل وكل واحد فيهم يؤدي دور فمنهم من يلبس طبيب ومنهم من يلبس لباس عامل ومنهم من يلبس عسكري ومنهم من هو بلباس الطالب وهكذا يختم الاستعراض.
إلي هنا ينتهي العرض
بعد انتهاء الجولات الاستعراضية التي قدمها الأطفال على خشبة المسرح أمام الوفد الأجنبي وبحضور المسئول الأممي ، وقف أحد الزوار الحضور وقال " لم نكن نعرف بأن أطفال فلسطين هم رائعون إلى هذا الحد ولم نكن نعرف عن بشاعة الاحتلال إلا القليل وظننا بأنكم أطفال فلسطين بعد مضي أعوام أنكم سوف تنسون ما حدث لآبائكم وأجدادكم ولكن ما شاهدناه يدلل لنا أنكم أصحاب حق وأن المحتل مجرم وغاصب وقاتل لطفولتكم ومخطئ من ظن أن الأوطان تنسى".
ثم وقف طفل صغير وقال : يا صاحب الضمير هل تبكي لما أبكاني أرأيت ما قد حصل في العالم الحيران، الألم واليأس يحطم الآمال ويهز الكيان ، عند بلوغ النهاية أيقنت أنها البداية
عند بلوغ النهاية أيقنت أنها البداية قالوا أننا لاجئون فقلنا لا وألف لا نحن ، نحن يا وطني عائدون نحن أطفال فلسطين حتماً عائدون لنعانق تلك الغصون أغصان لن تسقط ، رويت بماء العيون ماء استخلص من دمع انهمر كالمطر من بين تلك الجفون نحن عائدون عائدون عائدون.
بقلم الكاتب والشاعر الفلسطيني/ هاني مصبح
موبايل/ 00970599356764