في الذكرى الحادية والخمسين لمعركة الكرامة - فلسطين تودع المزيد من الشهداء الابطال

بقلم: اللواء محمود الناطور

على درب الشهداء .. وفي الذكرى الحادية والخمسين لمعركة الكرامة ، معركة الشهداء ،، ودعت فلسطين اربعة من شهداءها الابطال في الضفة الغربية ، وهم :

- الشهيد البطل / عمر امين ابو ليلى .. ابن سلفيت البطولة

- الشهيد البطل / رائد هاشم محمد حمدان .. ابن نابلس البطولة

- الشهيد البطل / زيد عماد محمد نوري .. ابن نابلس البطولة

- الشهيد البطل / احمد جمال مناصرة .. ابن بيت لحم البطولة

وكأن التاريخ يأبي الا ان يستمر في ان يسطر صفحات التاريخ الفلسطيني بالدماء الطاهرة التي تسيل من اجساد ابناءها لتروي درب الحرية الفلسطيني .. ليواصل هذا العدو ممارساته وسلوكه المتغطرس موغلا في الدم الفلسطيني معتبرا انه ذلك هو طريقه لكسر ارادة الشعب الفلسطيني،مواصلا عدوانه واجتياحاته للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية .. مواصلا اغلاق الطرق مستبيحا المنازل، مروعا الاطفال ، مصادرا الاراضي ليقيم المستوطنات على حساب ارضنا .. معتقدا ان هذه الاجراءت ستؤدي الى كسر ارادة هذا الشعب الفلسطيني.

الا ان شعب الجبارين يأبي الا ان يؤكد انه قادر على الاستمرار .. والقتال .. والدفاع عن ارضه وعرضه ومشروعه التحرري من اجل فلسطين .. من اجل انهاء الاحتلال .. من اجل اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ..

كوكبة من الشهداء ارتقت امس لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة فالمسيرة طويلة تمتد لمائة عام من التضحيات والشهداء والاسرى والجرحى .. الجميع كان شعاره : "لا تموتوا الا بين زخات المطر" .. هذا هو شعار ابطالنا .. الذي تحدوا به ارادة المحتل .. الذي تحدوا به ارادة وجبروت الولايات المتحدة وادارتها المؤيدة تأييدا اعمى للاحتلال وسياساته العنصرية المتعارضة مع القانون الدولي والانساني وكل قوانين الكون ..

لقد كان من دواعي استغرابنا ، بل واستهجاننا ، ما خرج به علينا امس الاول المدعو غيسون غرينبلات ، مبعوث ادارة ترامب للسلام في الشرق الاوسط، في تغريدة حملت الكثير الكثير من الحقد والكراهية والانحياز الاعمى لاسرائيل قال فيها : "بينما تنعي اسرائيل ضحيتين قتلتا بدم بارد على يد "فلسطيني ارهابي" .. تمجد حركة فتح "الارهابي" وتصفه بالبطل والمثالي ورامبو فلسطين .. ماذا يمكن ان اقول ؟".

بامكانك ان تقول الكثير ، عن السياسات الاستعمارية الاستيطانية التي تمارسها قوات الاحتلال يوميا ضد ابناء الشعب الفسلطيني ، لتصادر الاراضي وتجرف اشجار الزيتون وتطرد المزارعين الفلسطينيين من ارضهم وحقولهم .. وتزرع بدلا منهم مستوطنين غرباء ، وتقيم على ارضهم مستوطنات غير شرعية تتعارض مع القانون الدولي .. ولم نسمع اية كلمة لغرينبلات وادارة ترامب عن هذا الامر.

بامكانك ان تقول الكثير ، عن الاقتحامات اليومية لقوات الاحتلال الى المدن والقرى والمخيمات وترويع الامنيين واقتحام البيوت واذلال المواطنين على الحواجز العسكرية الاحتلالية في داخل الضفة الغربية ، ولم نسمع صوتك .

بامكانك ان تقول الكثير ، عن الانتهاكات الاحتلالية بحق مقدساتنا في القدس والمسجد الاقصى وكنسية القيامة التي تجرأت سلطات الاحتلال على اغلاقها بالرغم من كونها رموزا دينية مقدسة للديانات المسيحية والاسلامية ، ولم نسمع صوتك.

بامكانك ان تقول الكثير ، عن القرصنة التي مارستها سلطات الاحتلال ضد اموال الشعب الفلسطيني بحجة ان تذهب لاسر الشهداء والاسرى ، بالرغم من ان انكم تعروفون حق المعرفة ان هذا الامر حق وواجب من السلطة لتكريم ابناءها ورعاية اسرهم وهو الامر المعتبر والمعمول به في كافة دول العالم .. الم تقم اسرائيل مؤخرا بتكريم عملاءها الذين قاموا بتنفيذ عملية لافون الارهابية في مصر عام 1954 ، متجاوزة علاقاتها الرسمية مع مصر.

وفي ظل صمتك وصمت العالم اجمع وانحياز اعمى لسلطات الاحتلال التي تضرب عرض الحائط بكل القوانين الدولية والانسانية .. وفي ظل العجز العالمي عن نصرة الحق الفلسطيني ..وفي ظل حالة اليأس التي اعتقد الكثيرون انها قد اصابت الامل الفلسطيني .. جاء الرد من هؤلاء الابطال .. جاء الرد من عمر ابو ليلى .. جاء الرد من رائد حمدان .. جاء الرد من زيد نوري .. جاء الرد من احمد مناصرة .. ليؤكدوا ان هذا هو دربنا .. هذا هو الامل .. فمن عتمة الليل حتما سينشق الفجر .. لن تستطيع اية قوة في العالم ان تسقط الحق الفلسطيني .. فطالما كانوا هؤلاء هم شباب هذا الشعب فحتما انه سينتصر ..

هؤلاء الشهداء حفروا بدماءهم اسمائهم في التاريخ الفلسطيني .. ومن حقهم علينا ان نكرم ذكراهم ليكونوا عبرة وقدوة للاجيال الحالية والقادمة .. لنطلق حملة شعبية لاطلاق اسماء هؤلاء الشهداء الابطال على ميادين وشوارع في المدن والقرى الفلسطينية .. لتقوم الامهات باطلاق اسماء هؤلاء الشهداء على المواليد الجدد ..

تحية اجلال وتقدير الى عائلات الشهداء الابطال .. هذا هو دربنا وهذا هو ردنا .. شاء من شاء وابى من ابى .. ولتستمر المسيرة حتى النصر واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .

*رئيس مجلس ادارة مركز الناطور للدراسات

Www.Natourcenter.com

[email protected]

بقلم/ اللواء محمود الناطور