شنت حكومة الاحتلال وجيشها عدوانًا جديدًا على قطاع غزة ، بدعم وتشجيع من الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب ، الذي قدم هدية لبنيامين نتنياهو ، باعترافه الرسمي بالسيادة الاسرائيلية على الجولان . واستغلت اسرائيل سقوط صاروخ في منطقة الشارون لتنفيذ وتبرير عدوانها وتوجيه ضربة عسكرية ثقيلة وموجعة لحركتي حماس والجهاد ، ما ينذر بانزلاق خطير ، وتدحرج كرة اللهب بين اسرائيل وغزة ، وسيؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها .
والواقع أن العدوانية الاسرائيلية الجديدة ضد القطاع ، ليس مردها صاروخ اطلق بالقصد او بدون قصد ، وانما معد لهذا العدوان ومخطط له مسبقًا ، للقيام به عشية الانتخابات الاسرائيلية القادمة ، لكسب أصوات اليمين الاسرائيلي . فبنيامين نتنياهو يريد تحقيق اهداف سياسية ومكاسب انتخابية من وراء هذا التصعيد العسكري ضد غزة ، وذلك بعد وقوعه في مازق كبير بتورطه في صفقة الغواصات الألمانية وتفرده في اتخاذ القرارات بهذا الشأن ، واحتمال حصوله على رشاوى مالية . والهدف الآخر هو توجيه ضربة للقضية الفلسطينية وتصفيتها نهائيًا من خلال تمرير صفقة القرن التي يعد لها ترامب وادارته الامريكية .
غزة تدافع عن نفسها لفك الحصار التجويعي الظالم المتواصل منذ سنوات ، والذي يمس بحياة مواطنيها وكرامتهم الإنسانية ، والمسؤول الأول عن هذا الحصار هو الاحتلال وسياسة حكام اسرائيل المتنكرة للحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني . والتصعيد العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة يجر المنطقة إلى ويلات جديدة ومدمرة يكون ضحاياها بالأساس المدنيين ولذلك يجب تحييدهم . وقد أثبتت الحروب السابقة التي شنتها المؤسسة الاسرائيلية على غزة أنها لم تحقق شيئًا ولم توصل لأي نتيجة او حل ، بل بالعكس زادت الامور تعقيدًا ، وأدت إلى تكثيف المقاومة الشعبية التي تتمثل بالفعاليات والنشاطات الجماهيرية الكفاحية والاحتجاجية في أيام الجمعة ، المطالبة برفع الحصار الظالم عن قطاع غزة .
يبدو أن طبول الحرب قد دقت فعلًا ، ولذلك المطلب الان هو وقف هذه المغامرة الحربية المجنونة التي لن تقود سوى إلى الهاوية وسقوط الضحايا والجرحى من الجانبين ، عدا الدمار والخراب في الممتلكات والبنى الداخلية . فليرتفع صوت العقل ، أن اوقفوا العدوان الغاشم على غزة هاشم ، وارفعوا الحصار عنها وعن شعبها .
بقلم/ شاكر فريد حسن