يذكر شابٌّ بأنه لم يُحبّ لعبة الغميضة من قبل حينما كان طفلاً، لكنّ أصدقاءه أقنعوه بأن يلعبّ معهم ذات مساء بارد لعبة الغميضة، ففي ذاك المساء البارد ركض الشاب المراهق كبقية الشبان، وراح يبحث عن مكان ليختبئ به بعدما كان صديقُه يغمّض عينيه، وفي ذات الوقت يدخّن سيجارته، وكان بصوتٍ عال يعد أرقاما من واحد إلى خمسين، لكن امرأة رأتْ الشّابَّ، الذي كان يبحثُ عن مكانٍ للاختباء حائراً، ولم يدرِ حينها أين المكان الجيد للإختباء.. الشّابّ الآخر أوشكَ على الانتهاء من العد، فنادت المرأةُ على الشّابِّ الحائرِ، وقالت له: هيا تخبّأْ تحت معطفي الواسع، في البداية خجلَ الشّابّ منها، فهو لا يعرفها جيدا، ونادرا ما يلقي عليها التّحية حينما يراها، فقالت له: لا تتردد هيا فغطته المرأة بمعطفها، وراح الشّابُّ الآخر، الذي أشعل سيجارة أخرى يبحث عن الشّبّانِ المختبئين، فقالت له المرأة: لقد أنهى صديقكَ العد، هيا إذهبْ، فقال لها الشّابُّ: لا أريد، فأنا لم أحبّ الغميضةَ من قبل، لكنني الآن لا أدري لماذا بتّ أحبُّ لعبة الغميضة؟
عطا الله شاهين