همساتُ امرأةٍ منعتْه مِنْ الانتحارِ؟

بقلم: عطاالله شاهين

لم يدرِ ذاك الرّجُل، الذي وجدَ نفسَه واقفاً على سطحِ بنايةٍ جميلةٍ ذات حُلْمٍ بأنّ همساتِ امرأةٍ ستمنعه من التّراجعِ عن إقدامِه على الانتحارِ، وبينما كانَ يهمّ بالسّقوطِ من على سطحِ البنايةِ سمعَ همساتِ امرأةٍ تصدح في أذنه، فحين سمعَ همساتها عدلَ عن فكرةِ الانتحار، ونظرَ صوبها، وقال: إنّ همساتكِ، التي لم أسمعها من قبل منْ أيةِ امرأة قابلتها جعلتني للتّوّ أعيدُ تفكيري في البقاءِ في هذه الدُّنيا، التي يت أراها قتاماً من كثرةِ اكتئابي، فقالت له: حينما كنتُ أنشر ملابسي على حبالِ الغسيل رأيتكَ، فصعدتُ لأنني لا أحبُّ أن يموتَ الإنسانُ لأجلِ مشاكلٍ يمكن حلّها، فلماذا تريد الموتَ؟ فقال لها: امرأة أحببتها وهجرتني فجأة، فقالت له: لا تجعلك نفسكَ تموتُ من أجل امرأةٍ، فها همساتي أعادتكَ عن السقوطِ البشعِ من على سطحِ بنايةٍ، فلولا حضوري في الوقت المناسب، فإنك كنتُ تهم بالسّقوطِ، فقال لها: بلى، إنّ همساتكِ هي التي منعتْني، وشكرها، وذهبا سوية إلى بيتِ الدّرج، وهناك قال لها: خلف الهمساتِ يقف سرّ، فلم أسمعْ همساتٍ رائعةٍ من قبل، فمنْ همساتك شعرتُ بأن لا ضرورة للموت من أجل امرأة تركتني ورحلت فجأة، فقالت له: دعكَ منها، فأنت ستجدُ امرأةً أروع منها، فقال لها: لقد وجدتها للتوّ، وساد الجوذُ صمتاً، لكنّ الحلمَ انتهى، عندما أيقظته امرأته البشعة، التي طلبت منه نقودا لشراء حفّاظات لأطفاله، فقال لامرأته: ماذا تريدين مني، لقد كنت أهدّئ أعصابي، وأنتِ من أزعجني بصوتكِ البشِع ...