أسرى سجن النقب .. صلابة في مواجهة جبروت الاحتلال

بقلم: غسان مصطفى الشامي

تشتد الهجمة الصهيونية شراسة وضراوة على أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الذين يعيشون الآلام والمعاناة اليومية في رنانين الاحتلال، حيث يواجه أسرانا البواسل في هذا السجن جرائم الاحتلال بكل عزيمة وصلابة التي تستهدف قتل الأسرى وإبادتهم، وقد تكررت على مدى الأيام الماضية الاقتحامات المتواصلة لهذا السجن وسحب انجازات الأسرى وتحويل الكثير منهم للعزل الانفرادي، والاعتداءات عليهم في منتصف الليل .

إن أسرانا البواسل في هذا السجون يواجهون الأمراض العاتية وظروف الطقس والأجواء الباردة كما أن أقسام السجن وغرف زنازين لا ترى الشمس ولا الهواء، لكن العزيمة والإرادة التي يتسلح فيها أسرانا هي أقوى من آلام ومعاناة السجن وأيام الأسر ، ونطير هنا لهم أسمى أسطر التحايا والاعتزاز على صبرهم وصمودهم في مواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني.

إن مواصلة سلطات الاحتلال اقتحام سجن النقب والاعتداء على أسرانا يمثل جريمة بحق الإنسان والإنسانية جمعاء عندما يتم الاعتداء على أسرى عزل واستعداء قوات خاصة بمدججة بالسلاح لاقتحام غرفهم ماذا يعني ذلك في عرف المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ؟؟.

إن الأحداث الأخيرة التي استهدفت سجن النقب والذي يقبع به حوالي ( 1300) أسير أدت إلى إصابة على وأصيب 15 أسيراً أثناء الحادث 3 منهم في حالة حرجة، تم إجلاء 12 من الأسرى على متن مروحية إلى مستشفى سوروكا الصهيوني، حسب مصادر هيئة الأسرى ومراكز المعلومات - حتى كتابة المقال.

إن المواجهات في سجن النقب الصحراوي ليست وليدة اللحظة بل هي منذ قرابة شهر حيث قامت سلطات السجون بوضع أجهزة تشويش في محيط مجموعة من أقسام الأسرى، علما أن عدد الأسرى فيه حوالي 1300 أسير.

تعد سجون الاحتلال الصهيوني مقابر جماعية يحرق فيها أسرانا البواسل في كل ساعة، حيث يقبع أسرانا في سجون وأقبية وزنازين سيئة للغاية ويحيون ظروف اعتقالية صعبة فيما يتم معاملة أسرانا بإذلال واحتقار وعدم احترام لحقوق الإنسان وكرامة العيش الآدمي حتى القوانين والمعاهدات التي نصت عليها الشرائع والمنظمات الأممية يرفض الاحتلال التعامل بها أو الاعتراف بها في سجونه. ويتعرض أسرى فلسطين البواسل لكافة أساليب التعذيب الجسدي والنفسي بهدف إذلالهم وتحطيم معنوياتهم داخل أقبية السجون والزنازين الإسرائيلية.

إن المسؤولين في الكيان وعلى رأسهم رئيس الوزراء الصهيوني ( نتنياهو) يؤيدون ما يجري من جرائم داخل السجون فقد صرح مكتب ( نتنياهو) أنه يؤيد الإجراءات التي تقوم بها مصلحة السجون من اقتحامات استفزازية لغرف الأسرى، فضلا عن أن المسؤولين الصهاينة يدعم جرائم سلطات الاحتلال بالسجون ويؤيدون إعدامهم والتخلص منهم .

وقد كشفت الصحافة العبرية سابقا النقاب عن خطة جديدة لوزير الأمن الداخلي في الكيان جلعاد أردان تهدف إلى تشديد ظروف اعتقال الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؛ حيث يواصل الوزير الصهيوني (أردان)  تطبيق خطة تشديد ظروف الاعتقال بحقهم، وأوصت اللجنة بضرورة تشديد ظروف الاعتقال اليومية وتقليص الزيارات العائلية للأسرى الضفة ومنع زيارات أسرى غزة ومنع شراء المنتجات الغذائية من خارج السجن ومنع الأسرى من الشراء من مقصف السجن.

وتفيد المراكز الحقوقية أنه يقبع في سجون الاحتلال حسب المراكز الحقوقية الفلسطينية قرابة 6500 أسير فلسطيني بينهم 1800 مريض موزعين على 22 سجنا ومركز تحقيق وتوقيف، حيث يتم احتجازهم في ظل ظروف صعبة للغاية بينهم 62 أسيرة منهن فتيات قصّر، بينما يصل عدد الأطفال الأسرى إلى نحو 350 طفل يقبعون في سجني مجدو وعوفر وبلغ عدد الأسرى الإداريين بلا تهمة 500 أسير والعدد في زيادة، بالإضافة إلى ستة نواب بالمجلس التشريعي البرلمان.

يتوجب على أبناء أمتنا العربية والإسلامية الوقوف بجانب أسرانا وتفعيل قضاياهم إعلاميا وأمميا، والمطلوب من الهيئات العربية ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية التحرك، ولابد من تفعيل البرلمان العربية بخصوص ما يحدث من جرائم بحق أسرانا البواسل داخل السجون الصهيونية.

يواجه أسرانا البواسل في كافة السجون الصهيوني هذه الأيام هجمة صهيونية شرسة تستهدف قتلهم واحرقهم في أتون هذه السجون ومواصلة جرائم التعذيب الجسدي والنفسي بحقهم، ولا يحرك المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ساكنا تجاه ما يحدث في سجون الاحتلال من جرائم بحق ألالاف الأسرى القابعين في زنازين الاحتلال .

إلى الملتقى ،،

مقال/ غسان الشامي

[email protected]