الشهيد الدكتور وديع حداد من مدينة صفد 1927، رافق الدكتور جورج حبش في النواة الأولى عند تأسيس حركة القوميين العرب والجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. لَعِبَ دوراً مُتميزاً في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، فقد كان عضواً في رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني، عمل تحت الظل، كما عُرف عنه بساطته، وإفتتاحه عيادته الطبية في المخيمات الفلسطينية دون أن يتقاضى أجوراً لقاء خدماته لعامة الناس. كما تَميّز الشهيد الدكتور وديع حداد بمجموعة من الصفات الفريدة التي جعلت منه قائداً ميدانياً، يملك حِساً عالياً، استشهد ودفن في بغداد في تشييع رسمي محمولاً على عربة مدفع في 28 آذار/مارس 1978، وأثناء إحتضاره سَلَمَ قيادة الجبهة الشعبية حاصل الممتلكات النقدية لفرع المجال الخارجي، فأستشهد نظيف الكف، طيب السريرة. نعاه الدكتور جورج حبش لحظة الإعلان عن رحيله بالكلمات التالية التي وزعتها الجبهة الشعبية في حينها :
"يارفاق وديع، ياثوار شعبنا الفلسطيني المكافح ... ياشعبنا الضارب الجذور في تربة فلسطين رغم الإحتلال.. يا أخوتي في كل منفى ومخيم .. ياجماهير أمتنا العربية، أيها التقدميون الرفاق في كل العالم .. بقلبٍ يملأه الحب والألم والحزن والإصرار على التشبث بطريق الكفاح ... طريق النصر ... أنعي لكم وديع. أنعي لكم وديع السنبلة التي نبتت في صفد ... وعندما جاء الغزاة وجدوا السنبلة رمحاً. أنعي لكم وديع المخيمات والفقراء... وديع التصدي للغزو الصهيوني والمؤامرات الرجعية ... وديع التشرد والكفاح والسجون ... أنعي لكم وديع الطبيب الذي فضل علاج الشعب والجماهير والقضية على علاج الأفراد ... وديع المُبكّر في دق أبواب الكفاح المسلح بكلتا يديه .. وديع الذي أقضَّ مضاجع العدو الإمبريالي الصهيوني الرجعي في كل مكان داخل أرضنا المحتلة وخارجها".
بقلم/ علي بدوان