نفس المسرحية المشخصة من طرفهم تعودنا على تتبع فصولها مرات ومرات لدرجة الشعور بالملل ، اعتقدنا أنها كذلك بالنسبة لنا نحن الرجال ، لكن في تونس الثورة انضاف لنفس الميزة لنبوغهم الايجابي بعض الأطفال ، فيتحدثون عليها كأنها من صنف الرسوم المتحركة الموجهة لعروض الفكاهة الخالية من أي متعة مفعمة بمعلومات قيمة تزكي أذهان الصغار وتساعدهم على النمو الفكري المبتدئ ببساطة ثم يكبر مع التقدم العمري وخاصة في مجتمعات تتحكم فيها حكومات فاشلة لم تعد تنتج إَّلاَّ الأزمات الموزعة على جل المجالات حتى هذه الأيام الأربعة المنتهية بانعقاد مؤتمر القمة العربية في نسختها الثلاثين في جو لا ولن يختلف عما سبقه من عقود تميزت على صعيد القرارات المتخذة من حكام (باستثناءات جد قليلة فيهم ) المفروض أن يرحلوا عن مثل المناسبات لما يمثل حضورهم خلالها من استفزا ز الشعوب العربية الغاضبة عليهم في سوريا والسودان و مملكة قبيلة آل سعود والجزائر والقائمة قابلة للتوسع لا شك في ذلك .
... الفلسطينيون لهم الله سبحانه وتعالى والاعتماد على أنفسهم ، الباقى معروف لديهم لحدة ذكائهم ومعايشتهم الخذلان العربي المجسم في بعض الأنظمة المتجاوزة فكرا وتدبيرا أولا ، وبعض الشعوب المغلوبة على أمرها ثانيا ، لذا ما ربحوه قي القمم الماضية سيربحونه هذه المرة أيضا ، كلام يفرق بينه وكلام كلام .
... السوريون كحكام لم يتبقى لهم سوى روسيا ، الحل كالشد كالربط سراً وجهراً بين أيديها ، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ما كان ليهدي القلم الذي وقع به على قرار اعتراف أمريكا بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان لنتنياهو ، الاَّ ليوجه رسالة صريحة لدول عربية يعلم علم اليقين أن قادتها لم تبع موافقتها على السياسة التي انتهجها "ترامب" ضد الوجود العربي في ذاك الجناح الشرقي ، خاصة وأن مصيرهم معلق بإمضاء بسيط يُستعان علي إبراز مضامينه بقلم شبيه يُهدى لحليف آخر ، وبالتالي ما كان رئيس أقوى دولة في العالم ليتصرف بهذا الأسلوب الأ لتوفره عما يمكن روسيا من الابتعاد عن الموضوع إرضاء لمصالح تخدم الشعب الروسي في الأساس ، وليشرب مجرم العصر بشار الأسد من الوادي الحار تيمنا بما حقق لشعب سوريا المشرَّد – المشتَّت على دول العالم فاسحاً المجال في مرحلة قادمة لتفتيت جغرافية الدولة السورية .
بقلم/ مصطفى منيغ