ذكرى يوم الأرض الفلسطيني

بقلم: سامي إبراهيم فودة

يعتبر إحياء ذكرى يوم الأرض الخالد حدثاً مهماً في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني المكافح,والذي أعلن فيه للقاصي والداني منذ أن وطئت أقدام الغزاة الصهاينة على تراب هذا الوطن الغالي إنه مازال مصراً ومتمسكاً بأرضه أرض الآباء والأجداد والتي سوف يحمل لواء هذه الأمانة أبنائهم من بعدهم جيلاً بعد جيل رغم أنف الحاقدين تجسيداً منه لمعاني القيم الأخلاقية والدينية والوطنية والنضالية وتشبثه بأرضه ووطنه وهويته الوطنية القومية وحقه بالدفاع عن وجوده بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحقه بالعودة ورفضه للتوطين برغم كل عمليات التطهير العرقي المبرمجة والمنظمة بحقه من قبل هذا الكيان المسخ الذي يمعن في صلفه وإجرامه الدموي بممارسة أبشع أنواع الممارسات الهمجية بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه,وفي عام 2019 م تأتي ألـ الذكرى الثالثة والأربعين لذكرى يوم الأرض ونحن أبناء الشعب الفلسطيني الواحد في الوطن المحتل ممزقون ومشتتون ومختلفون ومنقسمون على أنفسنا نتيجة الانقسام الغابر ومكبلون وعاجزين للأسف عن تحريرها بسبب الجري كالوحوش وراء نزوات وملذات الحياة.

فمازال العدو الصهيوني الدميم يزاد ضراوة وشراسة وتغولاً في مواصلة عملياته الإرهابية على أبناء شعبنا الفلسطيني من خلال تهويد الأراضي واغتصابها والاستيلاء عليها ومصادرتها بقوة السلاح وطمس معالمها التاريخية والإسلامية والجغرافية والسياسة وقصف بيوتهم وتدميرها وقتل من فيها من سكانها العزل من السلاح وطردهم من وطنهم تحت سمع وبصر العالم,بهذه المناسبة الوطنية فقد هبت مسيرات جماهيرية سلمية من أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد المرابط داخل الخط الأخضر عرب 48 من الجليل وحتى النقب ووصولاً إلى أراضي السلطة الوطنية والشتات تعبيراً منهم على تمسكهم بأرضهم ومقارعتهم للاحتلال ودحره عن وطنهم ورفضهم لمخططات التهويد ومصادرة الأراضي الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام وللأسف الشديد فقد جوبهت هذه الجماهير الشعبية السلمية وخاصة من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة في قطاع غزة بالحواجز والملاحقة البوليسية وقمعها بالهراوات ورشهم بالغاز المسيل الدموع واعتقال العديد من الشباب والصحفيين وانتهاك حقوقهم الآدمية ومع هذا..

فإن شعبنا الفلسطيني مازال شامخاً ومتألقاً يسطر بثباته وصموده وعطاءه وفداءه ومقاومته بكل أشكالها أروع صور الملاحم البطولية في البقاء على أمل العودة إلى ديارهم وأرضهم المغتصبة, ففي ظل عوامل التغيير والرياح العاصفة التي تهب على عالمنا العربي بفعل الثورات الشبابية يتأمل ويتطلع أبناء شعبنا في أصقاع الأرض إلى القيادة الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية بأن ترتقى إلى مستوي المسؤولية بصون دماء الشهداء واحترام تضحيات أبناء شعبه بتغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني على المصالح الفئوية المقيتة بإنهاء ظاهرة الانقسام المهلكة وطي هذه الصفحة السوداء من حياة أبناء شعبنا الفلسطيني لأن تلك الظاهرة قد اتخمت أبناء شعبنا بالجراح واستمرارها يضعف جبهتنا الداخلية مما يزيد من شراسة العدو وفتح شهيته على المزيد من التوسع والاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية وتهويدها ضارباً بعرض الحائط كل القرارات العربية والدولية..

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار- والشفاء العاجل لجرحانا البواسل- والحرية الكاملة لأسرانا الأبطال-

والتحية كل التحية موصولة لأبناء شعبنا العظيم لصمودهم..

بقلم/ سامي فودة