"......دمرت اسرائيل، الدولة القائمة بالاحتلال لأرض دولة فلسطين، كل الاتفاقيات، وتنصلت من جميع الالتزامات منذ أوسلو الى اليوم، وهي مستمرة في سياساتها وإجراءاتها لتدمير حل الدولتين، بحيث جعلتنا نفقد الأمل في أي سلام يمكن تحقيقه معها".
".....لم يعد باستطاعتنا تحمل الوضع القائم، أو التعايش معه، حفاظًا على مصالح وأحلام شعبنا في الحرية والاستقلال، ولذلك سنكون مضطرين عاجلًا غير آجل الى اتخاذ خطوات وقرارات مصيرية،....."
هكذا قال عباس في خطابه امام القمة العربية، عن الضرورة لاتخاذ خطوات وقرارات مصيرية بعدما دمرت إسرائيل كل الاتفاقات وجعلت من السلام أملا مفقودا، هذا يعني- و بلغة عباس - أن "الشراكة مع دولة الاحتلال" وصلت الى نهايتها، و لا بد من اتخاذ القرارات المناسبة.
خيارات عباس وهوامش خطابه:
الخيار الأول :إعلان رسمي فلسطيني" بفك الارتباط السياسي – الاقتصادي والأمني مع إسرائيل"، و هذا يترتب عليه الخطوات التالية:
• اعلان رسمي فلسطيني بأنهاء العمل نهائيا باتفاق اوسلو و التزاماته المفروضة غلى الفلسطينيين.
• فك "الارتباط الاقتصادي" مع الاحتلال الاسرائيلي و وقف العمل باتفاقية "باريس" و ملحقاتها الاقتصادية, واعلان مقاطعة اقتصادية شاملة للمنتجات الإسرائيلية, ووضع خطة عمل اقتصادية لتأسيس وتطوير الاقتصاد الفلسطيني المستقل.
• سحب الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية و كيان" الاحتلال الاسرائيلي".
• إعلان دولة فلسطين وفقا لقرار الأمم المتحدة 2012,وانهاء العمل بالسلطة الوطنية.
• اعتبار الكيان "الاسرائيلي" قوة احتلال لدولة فلسطين وفقا للقانون الدولي و قراراته، والحق في مواجهته بكل الوسائل المشروعة التي تكفلها الشرعية الدولية لطرد الاحتلال و انجاز الاستقلال الوطني.
• دعوة الإطار القيادي الفلسطيني(هيئة تفعيل م.ت.ف) لوضع خطة عمل شاملة لتعزيز المشروع الوطني وآليات تنفيذه و تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية اطارا تمثيليا و سياسيا للكل الفلسطيني.
الخيار الثاني: تحميل سلطات الاحتلال كامل المسؤولية على الاراضي الفلسطينية المحتلة أي العودة الى ما قبل اتفاق اعلان المبادئ عام1993, وهو الاستسلام السياسي لمتطلبات المرحلة ( امريكيا و اسرائيليا).
الخيار الأول: يتطلب مشروع وطني شامل, والية تنفيذه: تتطلب وحدة وطنية حقيقية تضم الكل الفلسطيني بدون استثناء, و على اساس الشراكة الوطنية الحقيقية في اطار توجهات وطنية و سياسية تخدم المشروع الوطني الفلسطيني و اليات تطبيقه.
فخيار المواجهة مع الاحتلال خدمة للمشروع الوطني و رسم معالم " الاجندة الوطنية الفلسطينية الخالصة" يتطلب بدون ادنى شك إعادة ترتيب أولويات العمل الوطني الفلسطيني, انطلاقا من ضرورة انهاء الانقسام السياسي و اتمام المصالحة الفلسطينية بالتوافقات الوطنية و تعزيز اواصر الوحدة الوطنية الفلسطينية بما يعزز الشراكة الوطنية في خدمة المشروع الوطني.
ودون ذلك يكون خيار عباس في وجهه الثاني هو بالانسحاب من المسؤولية و تحميل الامر لسلطات الاحتلال، والاستسلام للأمر الواقع و الذي يقوم على تنفيذ الاجراءات العملية "لصفقة ترامب" و تطبيقاتها, و نكتفي بالمعارضة اللفظية و بيانات الشجب و الاستنكار, و نرفع من اسهم مصالحنا الفئوية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا .
بقلم/ د. باسم عثمان