وشيءٌ من سردٍ قليل*

بقلم: فراس حج محمد

لِمَ لم تمت لغتي إذن؟

 (1)

هذي الرّؤى شمعة تُضاء على جانبيّ

تنامين كلّ ليلةٍ على ساعديَّ

وأغفو مثل حلم الأنبياءْ

يضحكُ لي وجهكِ في قصص الحبّ الطّويلةِ

والمجازُ القصير في القصائدِ

ينمو كأسطورةٍ هاربةٍ من كتاب الفلكْ

ليستْ "أحبك" كافيةً لتكون رمزْ

(2)

يحدّق الكلام في شفتيكِ

زهرةً

ضحكةً

وألوانَ فرحْ

حسْبُ القصيدة عشبها النّامي على ضفاف القلبْ

(3)

تمصُّ دمي لغتي

تحوّلني إلى شيءٍ خياليٍّ كأنّ السّردَ

سِرٌّ

ماءْ

المرأة الّتي أحببتها في العقد الأخير من عمري

شعرُها فوق رأسي

ترفرف في نسائمها هناكْ

لم يبق لي سوى هذي الحكاية

كلّما استعصى الوحيُ عليّْ

قدّمتُ قرباني على لغتي

لِمَ لمْ تمت لغتي إذن؟

خطوتانِ

أخريان ويشتعل الوجود بزقزقة الهدوءْ

(4)

الطّفلُ الطّازجُ البريءُ القادمُ من حكايتنا القديمة

لا يشكو من انتفاخ الوقتْ

يأكلُ من شغفِ الدّهشةِ

يكتبُ شعراً أكبرَ من حكايتهِ

أطولَ عمراً من لغة البحرِ والذّاكرة

الطّفلُ مثلُ شمسٍ غارقةٍ في شفَق الأفقْ

مثلُ سحابةٍ مُشْبعة

مثل نصّ مُحمّلٍ بطَعْمِ فراشةٍ

رؤيا من التّأويلِ

لحظةَ اجتماعِ الظّلّ باللّا ظلّ

ينتبه الكونُ ويصغي لحفيفِ النّشوةِ في الضَّوْء

(5)

يا ليتني

أغرقُ في سمرتها بمسك ترابها

تبتلّ في عرقي، أسمو برونقها

تنداح مثل دائرة على شفتي

فتضرمُني بعمق مياهها

يا ليتها شجري في يوم عطلتها

وكأس نبيذها

تغلغلني فأثملُها بليل شرابها

رقصي الشّهيّ على مرابع ردفها

نهري وغيمي وانهيال قطوفها

ملائكتي الـ تعرج نحوها

شعاعٌ قائم، حلّ الضياءَ ببابها

يا ليتني جُمَلاَ تمرّرني على مساحة صدرها

يناجي أيمنُ النهدينِ "سرديّاً" يسارَ فؤادها

وأكتب عاشقاً:

"موتي هنا

وحياة روحي ههنا بطعم نواتها"

يا ليتها تعلو وتدنو

أستظلّ بظلّها.

بقلم/ فراس حج محمد