نرى بعد كل تصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة عودةً للحديث عن التهدئة، فالتهدئة على ما يبدو بأنها سيكون تنفيذها على مراحل، لكن السؤال المستجد أين وصلت المباحثات بشأنها، أم أنها مجرد مباحثات قد لا تصل إلى تفاهمات جدية من قبل إسرائيل، فهل معادلة الفصائل ستجعل إسرائيل ترضخ لمطالب الفصائل الفلسطينية، على الرغم من أن شوطا قطع في البتّ في مضامانيها، لكن الكل يدرك بأن التوافق على التهدئة بدون توقيع منطمة التحرير لا يمكن، على الرغم مما يحدث من استمرار المباحثات بشأنها، لأن المنظمة تبقى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، على الرغم مما وصلنا إليه من انقسام بين شطري الوطن، والمستمر منذ أكثر من عقد من الزمن، رغم كل جولات المصالحة، التي فشلت جميعها، رغم كل الجهود الساعية إلى إنهاء الانقسام، فلا دولة بدون غزة، فقطاع غزة جزء من الدولة الفلسطينية، التي ستقام آجلا أم عاجلا في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن ما يجري من تهدئة يضع علامات استفهام، هل التهدئة هدفها لتحسين الحياة الإنسانية أم أن هدفا آخر وراء التسريع في تحقيقها، فأهل غزة هم أهلنا، ولا بدّ أن ينتهي الانقسام يوما، لأنه أوصلنا إلى هذه المرحلة، مع العلم بأن الاحتلال يريد بقاء الوضع على ما هو عليه.
بقلم/ عطا الله شاهين