“صفقة القرن“ نتانياهو يشترط ضم الضفة الغربية !

بقلم: جبريل عودة


تصريحات رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو للقناة "13" العبرية , حول شروطه الثلاثة لتمرير صفقة القرن الأمريكية والتي أبلغها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولمستشاره الخاص جاريد كوشنر وللمبعوث الأمريكي الخاص جيسون غرينبلات , موضحاً للطباخين الثلاثة للصفقة المشؤومة بأن لن يتراجع عن تلك الشروط.
في مقدمة هذه شروط نتانياهو عدم تقسيم مدينة القدس المحتلة , وهذا الشرط يتوافق مع القرار الأمريكي بالإعتراف بالسيادة الصهيونية على مدينة القدس , إجراء نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة , وبذلك ينسف نتانياهو بموافقة ترامب الأساس لأي تسوية سياسية وفقاً للمبادرة العربية القائمة على رؤية حل الدولتين , ويكون تمسك السلطة والأنظمة العربية بالمبادرة العربية للسلام تعبيراً عن حالة الهزيمة والخنوع , علماً بأن الرفض الصهيوني للمبادرة العربية , جاء من الهالك أرئيل شارون حين إعلانها في قمة بيروت عام 2002 , وسار على خطاه من جاء بعد من القادة الصهاينة .
وكذلك شرط نتانياهو الثاني للقبول بصفقة القرن , عدم إخلاء أي مستوطن من المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية , وأن جميع المستوطنات في الكتل الاستيطانية وخارجها يجب أن تبقى تحت السيادة الصهيونية , وهذا يؤكد الرؤية الليكودية التي تسعى إلى ضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني , فلا ينفصل هذا التوجه عن قرار اللجنة المركزية لحزب الليكود بتاريخ 31-12-2017م , بفرض السيادة الصهيوني على الضفة الغربية وغور الأردن , ومما لاشك فيه بأن إدارة ترامب تتساوق مع الرؤية الصهيونية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية , وهذا ما فضحه تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي العالمي عن حقوق الإنسان ,والذي نزع صفة الأراضي المحتلة عن الضفة الغربية وقطاع غزة , وبذلك تتشابك خيوط المؤامرة الصهيوأمريكية ضد القضية الفلسطينية .
الشرط الثالث لنتانياهو هو السيطرة على الحدود مع الأردن , بمعني أن تكون حدود الكيان الصهيوني الشرقية عند نهر الأردن , ويرتبط ذلك بالعقيدة الأمنية الصهيونية وليس جديد بالطرح, فلقد تمسكوا به في كل مراحل المفاوضات على مدار أكثر من ربع قرن , ويكشف نواياهم المبيتة بعد تمكين الفلسطينيين من إقامة دولة حقيقية لهم , ولو على جزء من أرض فلسطين.
نتانياهو خلال اللقاء الصحفي من القناة العبرية "13" , تمنى أن يصدر قرار من الأرعن ترامب يعترف به بأن الضفة تخضع للسيادة الصهيونية , من أجل أن يتسنى له ضمها بإعتراف أمريكي , وأطلق وعداً إنتخابياً بأن يحقق ذلك المطلب أو الأمنية في فترته القادمة كرئيس لحكومة الإحتلال .
أمام ما تقدم وقد إنكشفت المؤامرة التي تستهدف قضيتنا الوطنية وحقوقنا الراسخة والثابتة , وأمام تنكر راعي السلام الأمريكي علناً عن الحياد المصطنع , لينقلب إلى شريك في العدوان على الهوية الفلسطينية , فلقد إنتهت إكذوبة " السلام " وأوهام التعايش , الذي يعشش في عقول عاجزة عن الإنتصار لحقوق الشعب الفلسطيني , فتستسلم للخرافة , وقد بددت مشروعنا الوطني التحرري لصالح إدارة ذليلة ومهانة تحت إرادة بساطير المحتل , وغرست الإنقسام كأداة قتل في خاصرة قضيتنا الوطنية , بعد أن ولجت نفق الضباع المظلم بحثاً عن سلطة الوهم الأوسلوية , ألسنا بحاجة إلى إستفاقة وطنية حقيقية , تنتشل قضيتنا من مستنقع التيه , إلى ربيع الثورة وشتاء الغضب الفلسطيني , تعيد الكل الوطني إلى ميادين الكرامة والعنفوان والتضحية من أجل فلسطين , لتكون العودة الحقيقة إلى جذور القضية , المرتكزة على الحرية وكنس للمحتل , فلا تفاوض يعيد الأوطان ولا تنازل يؤسس للدولة , فلسطين كاملة بلا نقصان من بحرها إلى نهرها , هي وطن الفلسطينيين لا بديل عنه .
تتداعى الشعوب إلى الوحدة في أوقات الأزمات الكبرى أو الحوادث والملمات الصعبة التي تستهدف الأوطان ,يتناسى الجميع خلافاتهم وإختلافاتهم , يتوحدون خلف راية الوطن وحقهم في الوجود كأمة أو كشعب يحمل هوية واحدة , فيقف الكل الوطني كسد منيع في مواجهة أي إختراقات أجنبية معادية , وتُعزز الوحدة ويزداد التلاحم والترابط والتعاضد , وتسود في العلاقات الوطنية اللغة التي التوحد الصف وتشحذ الهمم , وتسيطر لغة القواسم المشتركة وفي طليعتها الإصطفاف موحدين أمام واجب تحرير فلسطين, وبذلك تغيب كل التناقضات لصالح الهموم الواحدة والتطلعات الوطنية الجامعة , لسنا بدعاً من الشعوب , فلماذا تتأخر وحدتنا وقد إنفضحت مؤامرات العدو؟, لم يعد أمامنا إلا الوحدة والمقاومة طريقاً لإسقاط المؤامرة وإنتزاع الحقوق وتحرير الوطن .

بقلم : جبريل عوده*
كاتب وباحث فلسطيني
6-4-2019م