حالة استدامت طويلاً في ساحة العمل الفلسطيني، كما هي مُستدامة تاريخياً في حالة عموم الأحزاب العربية، وخاصة الحاكمة منها، ومن كافة التلاوين الفكرية والسياسية. هي : "نظرية الفقع من خلال النفخ", وتُسمى في العلوم الأساسية بــ (علاقة فاندرفالس) أو القانون العام للغازات وهي في الحالة المثالية (PV=nRT)، تلك الحالة تتعاظم في احزابنا العربية مع مايُمكن أن نسميه بــ (كيمياء الحب) وكيمياء (الكراهية). فكيمياء الحب والرضا بمزاج صاحب القرار، اوصلت العشرات لمواقع متنفذة، علماً أن الواحد منهم لايؤتمن على عشرة أغنام من الماشية، أو أقل من ذلك، ليسوقها الى المرعى ويعود بها سالمة. واحد من هؤلاء، دخل جامعة دمشق، وبقي لأربع سنوات في السنة الأولى من الكلية التي انتسب اليها ليخرج منها صفر اليدين، فكان عاشق النوم، ينام 15 ساعة من أصل 24 ساعة، لكنه كان محظوظاً، يعيش مترفاً بفعل النظرية أعلاه، وكيميائها، وعندما قامت السلطة الوطنية الفلسطينية، صار عضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
"نظرية الفقع من خلال النفخ" مارسها أمناء عامين، واتقنها على يدهم العديد من اعضاء المكاتب السياسية والمركزيات، لكنها لم تكن لتبني تنظيماً حقيقياً، يمتلك مؤسسات فاعلة، تتجاوز دور الأفراد وتكرّس دور الجماعة في القيادة وبناء السياسات، واقرار البرامج.
تلك الحالات التي نشأت في تكوينها، على "عكاكيز" تلك النظرية، ستهوي وتقع في الإختبار، ولن ينجيها في نهاية المطاف حالة التردي التي استندت اليها متكئة على "العكاكيز".
بقلم/ علي بدوان