السهل المزروع بالقمح بات لونه أصفر.. الشمس أحرقت السنابل.. اللون الأصفر طغى على السهل الممتد أنا وأنتِ كنا نمتد بأجسادنا ونبتسم للون القمح اللون الذي سرّ عيوننا.. مواطنون يحصدون القمح بكل فرحٍ .. في نهاية السهل جدول تسير فيه المياه، أطفال رآيناهم يسبحون بمياهه الآسنة، لكنهم كانوا فرحين وأرادوا تبريد أجسادهم من حرّ الجوّ.. في الجبل المقابل، الذي بدا أصفر اللون من حرارة الشمس راعي أغنام كان يعزف على شبابته.. كان يريد التمتع بقضاء وقته، رغم كل التعب من سيره الطويل تحت أشعة الشمس.. كانت الشمس تسير نحو الأفق ببطء شديد، ونحن نسير على جوانب السهل الأصفر.. في نهاية السهل رأينا حانوتا لا يدخله أيّ أحد.. صاحبه كان يستمع لأغنية فريد الأطرش زمان يا حبّ.. كنا ننظر إلى بعضينا ونبتسم، وقبل مغيب الشمس افترقنا، لكننا بقينا نرى خلفنا اللون الأصفر، لون القمح، الذي ذبحته المناجل.. في الصباح نظرت إلى السهل، لكنه كان أخضر اللون، فقلتُ: حلمٌ بلونِ الحصاد، بلون أصفر.. كان الحُلْمُ ممتعا..
بقلم/ عطا الله شاهين