بدراسة متأنية لمجريات الاحداث ومحطاتها ... وبقراءة معمقة لما يدور بداخلنا وما يحيطنا ... وبرؤية شاملة للاحداث والمتغيرات ... وبدراسة شمولية لنتائج مسيرتنا ... وحقيقة علاقاتنا وما استطعنا استخلاصه من تجربتنا ... وما لا زال على رفوف المكاتب وبداخل الادراج من استخلاصات لم نأخذ بها .. ولم نبني عليها .... ولا زلنا نتجادل على ما نحن عليه .. وما يجب عمله ونستمر باضاعة الوقت والاستغلال الخاطئ لظروف استثنائية تعمق من انقسامنا ومن مصاعب حياتنا ومن مجمل الازمات والتحديات القائمة والقادمة .
تسخيص حالتنا والتي لم تعد تغفل على أحد ... وبمعرفتنا جميعا اننا باسوأ الاحوال وباصعب المراحل .
وبرغم كل ما يعتري المشهد من مخاوف حقيقية ... وازمات قائمة ... ومصاعب وتحديات لا نقدر على مواجهتها بما نحن عليه ... من كلام الرفض والشعار !!!
أمام هذا الحال ومخاوف القادم في ظل مصاعب الواقع القائم وما يعتري الواقع من مصائب وازمات ... وما نحن عليه من انقسام حاد قسم ظهورنا ... وضرب مشروعنا ... ويهدد قضيتنا ... واضاع كل ما تبقى وما حاولنا الحفاظ عليه بفعل اخطاء وخطايا في التقدير والحساب والموقف .... وتعالي لغة الانا التنظيمية التي تتجرد من المصالح العامة وما تبقى من مشاعر وحقوق وعوامل صمود .... ولا زلنا نامل أن نعود الى حالة الصحوة الوطنية قبل نهاية المشهد والمسرحية الهزلية التي لن تجد من متفرجين لها .
أمام كل ذلك لا زالت اللغة المستخدمة من لغة الرفض الشعاراتي ... وما يستخدم من ادوات نعرف انها لن تأخذنا الى بر الامان !!! بل ستعمق من سوء حالنا .. وتجديد همومنا ... وقد تجعلنا في مهب الريح !!!
لا يكفي ... الرفض يا سادة !!!
لا يكفي ... ان نقول (لا ).. حتى لو كان بصوت مرتفع !!!
لكن وعلى اهمية الرفض الا انه ليس كافيا ... علينا ان نقرا الواقع بعيون الفاحصين والمحللين الصادقين العارفين بحقيقة ما يجري ... فلا المفاوضات والمطالبة بتنفيذ الاتفاقيات قد حققت مأربها ... ولا المقاومة الموسمية غير المنسقة مع الفعل السياسي قد استطاعت ان تنجز اهدافها .
وعليه ما يجب اضافته الى الرفض العلني عبر كافة الوسائل والمنابر ... وحتى الرفض الخفي داخل الاروقة واللقاءات ... وعلينا ان نلغي كل اتفاق ... وكل شكل من اشكال العلاقة مع دولة الكيان ... فلا اتفاق اوسلو كان حاميا ومنجزا لما نسعى اليه ... ولا اتفاقية باريس الاقتصادية قد حققت بنودها رغم عدم عدالتها وحتى لم نتمكن من تعديلها كل ستة شهور بحسب الاتفاقية ... كما اوسلو ومرحلتها الثالثة بمايو 99 .. والتي كان من المفترض ان تحقق حلم الدولة والانسحاب .
كل شئ على الورق وما تم التوقيع عليه أصبح في مهب الريح ولم يعد للاحتلال ادنى التزام بل اصبحت الاتفاقيات وحتى التفاهمات بما يسمى بالتهدئة ستارا يعمل من خلاله الاحتلال على تنفيذ مأربه ومصالحه بما يخدم دولة الكيان ولا يعمل على خدمة شعبنا وحقوقنا من قريب او بعيد .
ما يجري على الارض المزيد من الاستيطان كما المزيد من الطرق الالتفافية وتهويد الارض وتدنيس المقدسات ومحاصرة المدن والمخيمات كما الحال بقطاع غزة الذي لا زال تحت التهديد والوعيد من قبل قادة الكيان وما يمكن ان تسفر عنه مثل هذه التصريحات من اجراءات عملية عدوانية ما بعد اكتمال تشكيل الحكومة الجديدة .
ليس بالسهولة الغاء اتفاقية اوسلو والغاء اتفاقية باريس الاقتصادية لكنه أمرا مفروضا بحكم عاملين :-
العامل الاول :- عدم الالتزام الاسرائيلي بتلك الاتفاقيات
العامل الثاني :- وصولنا الى مرحلة ما يجب عمله بالغاء مثل هذه الاتفاقيات الانتقالية حيث ان من حقنا ان نصل الى مرحلة الدولة المستقلة بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية ... هذا الحق الكامل والمطلق لا يجب ان يعيقه اتفاقيات انتقالية لم يلتزم الاحتلال بها ... فكيف لنا ان نلتزم بها ؟ّ!
من هنا لا يكفي الرفض ... لصفقة القرن !!! ونكتفي بهذا الرفض بتهيئة المناخ والواقع الى مرحلة الرفض العملي للاتفاقيات الانتقالية وتغيير مجريات الاحداث وعدم بقاء الاوضاع على ما هي عليه .
أي علينا ان نقلب ما يجب قلبه على الطاولة ... أي يجب على امريكا ان يصل لها رسالة واضحة ان ما يخططون له لن يجد ارضية مناسبة لتنفيذه ... وان يدركوا ان اعتمادهم ليس له اساس ... وان توجهاتهم يستحيل نتفيذها ... وان مصالحهم وتوافقهم وتحالفهم مع الاحتلال قد يحدث تأكيدا للاحتلال ... لكنه لن يحدث حلا مقبولا من قبل الشعب المحتل وقيادته .
لا يكفي ... الرفض !!
لكن علينا ان نخرج من دائرة الاقوال الى دائرة الافعال ... أي علينا ان ننهي الانقسام بصورة سريعة وجادة ... وان نعزز من مشروعنا وسلطتنا وقيادتنا ومؤسساتنا ... والا فأن الحديث عن الرفض مجرد كلام نظري ... لا يستند الى نوايا وافعال حقيقية ... وهنا سيكون لكل منا قول أخر .
الكاتب : وفيق زنداح